هذا البيان مكانه سلة (المهملات)!
{ كلما اشتد الحصار على (المتمردين) في دارفور، واقتربت القوات المسلحة السودانية من كسر شوكتهم في أعلى جبل مرة وبطون ووديان (جنوب) و(شمال) دارفور، تحركت الأمم المتحدة، وقبلها الولايات المتحدة، عبر مخابراتها المركزية وفرعها في السودان، ومرشديها من الناشطين والناشطات.. جواسيس الداخل والخارج، لتمرير المعلومات إلى وزارة الخارجية، فتخرج المتحدثة باسم الوزارة الأمريكية لتلقي بياناً – كما فعلت قبل يومين – محذرة حكومة السودان من استخدام الطائرات الحربية وشن الغارات الجوية على (المدنيين)!! معلنة أن معدلات العنف قد زادت في دارفور، وأن أعداد النازحين تبعاً لذلك زادت عدة مرات!!
{ أمّا ما كانت تفعله قيادة القوات الأمريكية في العراق وأفغانستان لسنوات طويلة، فلم تكن (غارات)، ولم يكن (عنفاً)، ولم يكن هناك (مدنيين).. إطلاقاً!!
{ الخارجية الأمريكية غير مؤهلة – أخلاقياً – للحديث عن (العنف) والغارات الجوية واستهداف المدنيين، بعد أن قتلت قوات أمريكا ورفيقاتها نحو (مليون مواطن) عراقي في بلاد الرافدين!!
{ إذا أرخت قيادة الدولة وأركان القوات المسلحة السودانية آذانها لصوت المتحدثين والمتحدثات باسم (البيت الأبيض) والخارجية الأمريكية، فإن المزيد من مناطق وأقاليم السودان ستذهب باتجاه المجهول، كما ذهب (جنوب السودان)!!
{ لا شأن لأمريكا، ولا (أممها) المتحدة، بدارفورنا.. أرضنا وشعبنا وحماية نسائنا وشيوخنا وأطفالنا من (إرهاب) حركات التمرد البربرية.
{ “يوري موسفيني”، أكبر عملاء أمريكا في أفريقيا، عندما عرض عليه (الأوربيون) قبل سنوات وظيفة رفيعة في (الأمم المتحدة) مقابل (التنحي الآمن) عن كرسي الحكم في “يوغندا”، قال: (هذه إهانة أن أترك رئاسة يوغندا لأعمل في الأمم المتحدة)!!
{ إذن.. ستصبح (إهانة) للسودان.. ترابه وشعبه، أن تتخلى حكومته وقواته المسلحة عن مسؤولياتها المكفولة بموجب الدستور في تأمين البلاد والعباد من المتمردين.. والمجرمين والنهّابين وقطاع الطرق، استجابة لقرارات (أممية) وبيانات أمريكية مكانها سلة المهملات.
{ وزير خارجية إسرائيل السابق والقادم “أفيغدور ليبرمان” قال (إن قرارات مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة بشأن تفكيك المستوطنات الإسرائيلية مكانها الطبيعي سلة المهملات)!!
{ بالنسبة لنا في السودان فإن حكومتنا تبذل مجهودات خارقة في (طاعة) الأمم المتحدة ومجلسها لحقوق الإنسان، وتهتم كثيراً بقيمة مبعوثها إلى بلادنا الإريتري “هايلي منكريوس”!!
{ العمل في الأمم المتحدة يمثل (إهانة) لـ “موسفيني”، وقراراتها مكانها سلة المهملات عند “ليبرمان”.. فلماذا تظل حكومتنا الأحرص في العالم على هذه (الإهانة)؟!