قيثارة الفن “عثمان مصطفى”(ماضي الذكريات) أبدأ بها حفلاتي دائماً
نجوم قريبة
حوار: صلاح حبيب
واحد من المبدعين في مجال الفن والغناء يمتاز بالهدوء والبساطة والتواضع، عالم في مجاله، ومرجع في مجال الفنون، فنان يمتلك صوتاً عذباً يحلق بك في عالم سماوي، ويطوف بخيالك مع الكلمات الرائعة التي يحرص على اختيارها من فطاحلة الشعر حاولنا أن نتعرف على جوانب مختلفة من حياته أين كان ميلاده وأين كانت محطاته الأولى ومن الذي اكتشف موهبته الغنائية كم لديه من الألبومات وكم رصيده الفني هوايات ظل يمارسها أيام فرح عاشها وأيام الحزن, مدن عالقة بذاكرته جوائز حصل عليها نادٍ يحرص على تشجيعه فنان يفضل الاستماع إليه إحساسه عند صعود خشبة المسرح الغنائي نقدمه للقارئ عبر هذه المساحة فسألناه..
* من أنت؟
“عثمان مصطفى” من مواليد مدينة الخرطوم (الرميلة)، فيها تلقيت دراستي والتي بدأتها بخلوة الفكي “موسى” والتي درست فيها الحساب وختمت بها القرآن، ومن ثم انتقلت إلى مدرسة الحلة الجديدة الأولية ثم الرميلة ومنها انتقلت إلى مدرسة الخرطوم القديمة الثانوية ومن ثم التحقت بكلية الموسيقى درست علوم الموسيقى وتخصصت في الصوت والغناء.
* إذا أعدناك للوراء ما هي المواد المحببة لك؟
التاريخ والجغرافيا.
* وكيف كان ترتيبك في الفصل؟
طوال دراستي لم أخرج من العشرة الأوائل.
* أول محطة عملت بها بعد التخرج؟
اخترت معيداً بمعهد الموسيقى والمسرح وفي عام 1975 ذهبت في بعثة دراسية إلى إيطاليا درست فيها فن الغناء (التكنيك الصوتي) بمعهد (كونسر فتوري دي ميبويكا فروزنوي).
* بعد عودتك من إيطاليا ما هي محطتك الأخرى؟
تم ترشيحي بواسطة الدكتور “خالد المبارك” للعمل بمعهد يوسف الكوني لتدريب المعلمين بمقديشو، وكانت فترة جميلة تعرفت خلالها على الشعب والفن الصومالي، عدت منها إلى السودان وذهبت بعدها في بعثة دراسية للقاهرة نلت فيها دراسات عليا.
* هل تذكر بعض الأسماء التي تعرفت عليها في مصر من الفنانين؟
تعرفت على الأستاذ “فؤاد عمر وفاروق الجوهري وثريا جودة” والموسيقار الأستاذ “عطية شرارة” وابنيه “حسن وأشرف” و”صبحي بدير ورضا الوكيل والمطربة عفاف راضي”.
* هل كانت لك مشاركات فنية؟
كنت أقدم برنامج بعنوان (إيقاع ونغم) بإذاعة ركن السودان آنذاك وقدمت عروضاً فنية مع الأستاذ “كارل هانز هامر” الألماني الجنسية ووجدت استحساناً من الدكتورة “سميحة الخولي” عميدة المعهد بالقاهرة.
* بعد أن عدت من القاهرة إلى السودان كيف عدت لجمهورك؟
وقتها كان الأستاذ “عبد العاطي سيد أحمد” يقدم برنامج مطرب الجماهير فقدمني من خلال هذا البرنامج وكانت فرصة طيبة أن أعادتني إلى جمهوري.
* ما درسته بالقاهرة كان آخر دراساتك؟
بالعكس فقد واصلت دراستي فوق الجامعية وحصلت على درجة الماجستير والدكتوراه من السودان، رسالة الماجستير كانت عن الخصائص اللحنية لغناء الدوبيت دراسة تحليلية ووصفية والدكتوراه كانت عن غناء السودان الحديث في النصف الثاني من القرن العشرين دراسة تاريخية وصفية تحليلية.
* وقتها هل كانت لك هوايات؟
كنت أمارس تنس الطاولة والشطرنج.
* ومن الذي قال لك صوتك حلو؟
منذ أن كنت بالمدرسة الأولية كنت ألحن الأناشيد فوجدت تشجيعاً من الأستاذين “عبد القادر ورمضان رابح”.
* ولمن كنت تغني؟
لـ”عثمان حسين ووردي وإبراهيم عوض وصلاح بن البادية والطيب عبد الله”.
* وكيف تم اكتشافك؟
وقتها أجريت منافسة بين الفرق الغنائية للترفيه عن العاملين بالمخازن والمهمات، وكنت على رأس الفرقة التي أسسها “حمد النيل ضيف الله” وحصلت على الجائزة الأولى وكانت قيمتها عشرة جنيهات وراديو، ووقتها الموسيقار “برعي محمد دفع الله” كان قد حضر الحفل فطلبني للعمل مع المجموعات التي كانت تقدم الأناشيد الوطنية.
* ومتى كانت انطلاقتك الفنية؟
وقتها تعرفت على الشاعر “إسماعيل حسن” والفنان “محمد وردي” والموسيقار “عبد الله عربي وعلي مكي” فكانوا الأرض الصلبة التي ساعدتني على الانطلاق.
* وأول عمل قدمته؟
وقتها الأستاذ “محمد وردي” كان يستعد لأداء أغنية (والله مشتاقين) ولكن “إسماعيل حسن” ذكر له أن هناك فناناً صاعداً نعطيه هذه الأغنية، وإذا لم يتمكن من أدائها ترجع لك الأغنية، فكان تحدٍ بالنسبة لي وفي مساء الحادي عشر من نوفمبر1965 دخلت استديو V للتسجيل فعلم “وردي” بذلك فجاء مسرعاً فأجرى على الأغنية بعض الإضافات كالمقدمة وعزف منفرد بالكمان من “عبد الله عربي” وكان أول عمل أقدمه فوجد استحساناً من “وردي”.
* من هم الملحنون الذين تعاملت معهم؟
“حسن بابكر وعبد الله عربي ومحمد آدم المنصوري وبرعي محمد دفع الله وأحمد زاهر”.
* هل لك ألحان خاصة قمت بها؟
لدى عدد من الألحان لكلمات بعض الشعراء مثل “محمد يوسف موسى والسر قدور” وهناك أغنية وطنية شاركت فيها يوم توقيع اتفاقية نيفاشا من كلمات “أشرف سيد أحمد”.. ولدى لحن خاص لنص من اللواء “حسن كركب” يقول: قولوا هتاف الرد الناتر سيف الأمة الغاضب.
* كم لك من الألبومات؟
أصدرت ألبومين الأول يحمل (ماضي الذكريات) والثاني (يا قلبي سيبو).
* كم لك من الأغاني؟
لدى أكثر من خمسين أغنية عاطفية ووطنية.
* هل لك فنان تفضل الاستماع إليه؟
يطربني الفنان “محمد وردي”.
* أيام فرح عشتها؟
يوم أن التحقت بالإذاعة عام 1965 وعندما تفوقت بمعهد الموسيقى وعندما حصلت على شهادة زمالة الإذاعيين وعندما صدر قرار من الرئيس “البشير” لأكون ضمن أول مجلس إدارة للإذاعة برئاسة “عباس عربي” رئيس هيئة الأركان والفرح الأكبر يوم الزواج وعند إنجاب الأبناء.
* ويوم حزنت فيه؟
عندما فقدت الوالدين وعندما حدثت النكسة عام 1967.
* برامج تحرص على متابعتها عبر الإذاعة والتلفزيون؟
البرامج الثقافية والأخبار.
* هل تشاهد المسلسلات وأيهما عالق بذاكرتك؟
أحرص على مشاهدة المسلسلات الأجنبية والأفلام العربية أبيض وأسود.
* في مجال الرياضة هل لك نادٍ تحرص على تشجيعه؟
أشجع اللعبة الجميلة.
* في مجال السياسة هل لك انتماء لأي تيار سياسي؟
لم أنتمِ لأي تيار سياسي، ولكن الإنقاذ أعادت للفن والفنانين كينونتهم ووقفت إلى جانبهم، ولأول مرة يكون للمبدعين معاشاً، وفي عهد الإنقاذ زار رئيس الجمهورية دار الفنانين وأصبح الأستاذ “علي عثمان محمد طه” نائب رئيس الجمهورية راعياً للفنون.
* جوائز حصلت عليها؟
حصلت على جائزة تقديرية من الرئيس “حسن جوليت” وفي عام 1972 حصلت على نوط الجدارة من الدرجة الثانية من الرئيس “نميري” وفي عام 1975 حصلت على وسام العلم والآداب والفنون الفضي من الرئيس “نميري” وأجمل جائزة عندما صعد الرئيس الصومالي “سياد بري” خشبة المسرح ليشكرني على الأداء الرائع لإحدى الأغنيات الصومالية.
* عندما تكون لك حفلة عامة أو خاصة ما هو إحساسك؟
أشعر بالتوتر والقلق والخوف الشديد.
* في أي المناطق كانت أجمل حفلاتك؟
في الأبيض.
* بمَ تبدأ حفلاتك؟
أبداً بأغنية (ماضي الذكريات).
* من هو شاعرها؟
“الجيلي محمد صالح” ولحنها “موسى محمد إبراهيم”.
* مدن ودول عالقة بذاكرتك؟
الأبيض – كسلا – مدني – كوستي – بورتسودان – سنجة.. وإيطاليا – فرنسا – لندن – كوريا الشمالية – سوريا – الصومال – تشاد – السعودية ومصر.
* كتب شكلت وجدانك؟
كل كتب الشعر “للمتنبئ وأبي فراس الحمداني وامرئ القيس وعنترة ونزار قباني”.
* مقتنيات تحرص على شرائها عند دخولك السوق؟
لا أدخل السوق إلا مجبراً.
* إذا دخلت المطبخ أكلات تجيد طهيها؟
أنا طاهٍ ممتاز بشهادة الأسرة.