فوق رأي

ريفي ألمانيا

هناء إبراهيم

أحياناً قد تقول أشياء صحيحة لكنها تكتب غلط..في مدرستنا بمرحلة الأساس كانت هناك تلميذة لم تكن على وفاق مع القراية والعملية التعليمية ككل، وبإحدى الامتحانات المصيرية التي تقام فعالياتها نهاية كل عام.. سألت ابنة عمها التي تدرس معها بذات الصف وتجلس على يمينها مباشرة في دكة الامتحان عن إجابة السؤال الثاني في واحدة من حركات الغش المعروفة على نطاق العالم.. وابنة عمها هذه والحق يقال كانت من النوابغ الذين (شطفوا قرود التعليم بالبلاد).. حاولت أن تجيبها ولا تجيبها في نفس الوقت..
حيث قالت لها (اعتمدي على نفسك).. فظنت المسكينة أن هذه الـ اعتمدي على نفسك ما هي إلا إجابة السؤال الثاني.. فكتبتها مصحوبة ببعض الأخطاء الإملائية وذهبت إلى السؤال التالي..
ولأن السؤال من ألمانيا والإجابة من خور أبو حبل.. كان لا بد لأستاذة المادة أن تجري تحقيقاً حول الأمر..
عن ماذا يفعل خور أبو حبل في ألمانيا؟
وخلال التحقيق الذي تم بمكتب المديرة اعترفت زميلتنا أن الإجابة وردت إليها من فلانة الفلاني اللي هي ابنة عمها الحاصلة على العلامة الكاملة في المادة..
الغريب في الأمر أن إدارة المدرسة عاقبت الثانية بتهمة الفلسفة.. حيث أخبروها (ما في داعي تتفلسفي عليها، قولي ليها ما بوريك وخلاص).. ولم تعاقب الأولى لا بتهمة الغش ولا حتى الفشل في الغش..
كانت دقة مشهودة، ومنذ ذلك الحين حُرمت الفلسفة في مدرستنا ولم يلتحق أي من الزملاء بكلية الفلسفة والشعب الهوائية، لعلهم باتوا يفضلون كليات الغش والعلوم السياسية..
فإن كنا ننتبه لما نقوله، علينا كذلك أن ننتبه لمن نقوله، حتى لا تدخل الفلسفة في منظومة الغش وحتى لا تعاقبنا المديرة..
وإعراب الفلسفة في هذا النص (لفظ هادئ) ممنوع من الصرف والمصاريف.
و…….
كدا يعني
لدواعٍ في بالي

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية