من هو رئيس الوزراء؟.. (2)
أول المرشحين لمنصب رئيس الوزراء هو الفريق أول ركن “بكري حسن صالح” الذي تنازل الرئيس له عن سلطاته التنفيذية.. وقدمه في الحركة الإسلامية لمنصب نائب الشيخ “الزبير أحمد الحسن”.. ومنذ بداية الدورة الرئاسية الحالية أصبح الفريق “بكري” هو المسؤول عن الشأن التنفيذي وكل ما يتصل بأداء الولاة، وذلك للتهيئة لمرحلة قادمة قد تشهد تقاعد الرئيس “البشير” عام 2020م، ليصبح الفريق “بكري” هو خليفته، والرجل متفق عليه داخل حزب المؤتمر الوطني والحركة الإسلامية، وليس بينه وقيادات الحزب الآخرين صراعات وتنافس، لأن شخصيته تميل للتوافق لا الصراع، ومن جهة يمثل الفريق “بكري” شوكة المؤسسة العسكرية التي تمثل حارس النظام الأمين.. وضامن وجوده على قيد الحياة، ولذلك قد يحتفظ الفريق أول “بكري حسن صالح” بمنصبه كنائب أول للرئيس ورئيس لمجلس الوزراء، وقد سبقه في عهد مايو عدد من رؤساء الوزراء.
أما الخيار الثاني أن يبقى الفريق “بكري” كنائب أول ويصبح “حسبو محمد عبد الرحمن” رئيساً لمجلس الوزراء.. للاستفادة من طاقته الشبابية وقدرته على العطاء وإلمامه الواسع بملفات القطاع الاقتصادي الذي شهد تطوراً كبيراً حينما كان مشرفاً عليه وكذا حال القطاع الاجتماعي.. والولايات التي يحفظ أسرارها وخفايا الأداء التنفيذي.. وعرف عن”حسبو” حسن الأداء.. ودقة تنفيذ توجيهات الرئيس.. ولكن هل إذا أصبح “حسبو” رئيساً لمجلس الوزراء (سيعين) الرئيس شخصية جديدة في منصب النائب أم يكتفي بنائب أول فقط!
الشخصية الثالثة المرشحة لمنصب رئيس الوزراء الدكتور “نافع علي نافع” مساعد الرئيس الذي خرج من الجهاز التنفيذي ولم يخرج من دائرة الفعل السياسي لشخصيته الأصولية الصارمة ومعرفته الواسعة بخفايا السياسة في البلاد.. و”نافع علي نافع” شخصية كاريزمية تمنح المؤتمر الوطني (قوة) وهيبة.. وهو شخصية مبدئية نظيفة الثياب لم تلوث يديها بالمال العام ولم يستطع خصوم الرجل حتى اليوم الطعن في ذمته.. ولكن د.”نافع” شخصيته سياسية أكثر منها تنفيذية.. وعلاقته بالقوى السياسية المعارضة (متوترة) بسبب صراحته ووضوحه.. وعودته إلى واجهة الجهاز التنفيذي تشكل دفعة قوية للنظام.. وقد تشهد عودة “نافع” في ذات الوقت بروزاً لشخصية “علي عثمان محمد طه” من جديد وتولي رئاسة البرلمان في الفترة القادمة، وذلك يعني عملياً عودة الوجوه التي غادرت المسرح بصورة مفاجئة.
ويبدو الخيار الرابع الذي يتردد أيضاً تعيين المهندس “إبراهيم محمود حامد” في منصب رئيس مجلس الوزراء.. ويدعم هذا الترشيح علاقة المهندس “محمود” بالقوى السياسية التي ارتضت الحوار الوطني.. وقد لعب الرجل دور مهندس الحوار في صمت ومن خلال مساعديه د.”فيصل حسن إبراهيم” و”حامد مختار”.. إلا أن ذهاب المهندس “إبراهيم محمود” من القصر كمساعد للرئيس يعني تلقائياً فقدانه لمنصبه في الحزب كنائب للرئيس.. وقد شكل “محمود” رجل مرحلة ما بعد الانتخابات الماضية وما قبل القادمة، ونجح بدقة في ملف المفاوضات حول المنطقتين.. لذلك تكليفه بمنصب رئيس مجلس الوزراء من وجهة سياسية يمثل دعماً لانفتاح الوطني على الأطراف القصية التي تسمى مهمشة.. ولكن سيواجه الرئيس معضلة اختيار نائب له وقد عاد الحديث بالصوت الخافت عن ترشيح من كان مرشحاً من قبل لمنصب نائب رئيس الحزب “جمال محمود” الوزير الحالي بمجلس الوزراء.. كل ذلك مما يتردد في مجالس السياسة والدوائر الناشطة في الحزب والدولة، لكن الرئيس في السنوات الأخيرة بات (يضرب) بالتكهنات الأرض ويختار الوزراء والمساعدين بطريقة تفاجئ الجميع، والرئيس تسعفه خبرة سياسية تمتد لأكثر من ربع قرن من الاختيار المناسب دون إملاء من أحد.