دبلوماسية (الاعتراض) في المحاضر!!
– 1 –
{ صارت “يوغندا” نائباً لرئيس منظمة التعاون الإسلامي – (القمة التي يشارك فيها الرئيس “البشير” حالياً بالقاهرة) – رغم أنف، و(غصباً عن عين) السودان!!
{ حتى في منظمة الدول (الإسلامية) – ونحن بلد يفاخر بإسلامه وشريعته وحركته الإسلامية – تهزمنا (يوغندا موسفيني) التي لا يتجاوز عدد المسلمين فيها نسبة (20%) من مجموع السكان!!
{ سكان يوغندا حوالي (25) مليون نسمة، وعدد المسلمين فيها لا يتجاوز في أفضل التقديرات (5) ملايين مسلم!!
{ كل ما فعله السفير “عبد الحافظ”، سفيرنا في المملكة العربية السعودية ومندوبنا لدى المنظمة، أن طالب بتسجيل (اعتراض) السودان أو (تحفظه) على اختيار “يوغندا”، أكبر أعداء السودان، نائباً لرئيس منظمة التعاون الإسلامي..!!
{ وزير خارجيتنا عندما حضر اجتماع وزراء المنظمة كرر اعتراض السفير، وطالب بضرورة تضمينه في المحضر، وفي البيان الختامي، غير أن رئيس الجلسة – بحسب وكالة الأناضول للأنباء التركية – وهو وزير خارجية “السنغال” السيد “متر ماديكي”، أكد بعد تسليمه القمة للدولة المضيفة (مصر)، أن اعتراض السودان تم تسجيله ضمن محضر الجلسة، ولكن اختيار “يوغندا” نائباً للرئيس مع “باكستان” و”فلسطين”، بالإضافة إلى السنغال كمقرر، تم في اجتماع كبار المسؤولين، الذي انعقد يومي (السبت) و(الأحد) الماضيين!!
{ أين كانت خارجيتنا وسفيرنا الهمام قبل (السبت) و(الأحد)، وقبل أن (تحبك) الدبلوماسية (اليوغندية) مقترح اختيارها مع (السنغاليين) و(المصريين) و(الخليجيين) وآخرين؟!!
{ صحيح أنه منصب (شرفي)، والمنظمة برمتها لا أثر لها فاعل وواضح في مجريات السياسة الدولية، ولكن هذا الاختيار لهذه الدولة المعادية والمتآمرة – علناً – على السودان، يحمل دلالات وإشارات غير مريحة، تؤكد كل يوم أننا بحاجة إلى (إعادة صياغة) علاقاتنا الخارجية، وتحديد تحالفاتنا في المرحلة القادمة، و(فرز الكيمان)، لأن مثل هذه السياسة (الرمادية)، التي ظللنا نتعامل بها مع الأقربين والأبعدين، لن تقودنا إلى نتائج مثمرة ومفيدة.
{ لم يتبق لنا غير (حق) المطالبة بتضمين اعتراضاتنا في (محضر) الجلسة!!
{ بصراحة.. لو كان للرئيس “البشير” مستشارون حقيقيون، لنصحوه بتسجيل (اعتراض) السودان (عملياً)، وليس عبر (المحاضر)، وذلك بإلغاء رحلته إلى “القاهرة” للمشاركة في هذا المؤتمر، بعد أن تم الإعلان عن اختيار “يوغندا” نائباً لرئيس القمة قبل سفر سيادته بوقت كاف.
{ كان الأفضل أن يكتفي السودان بتمثيل السيد “علي كرتي” وزير الخارجية.. والسلام.
{ وعلى أية حال، فإن الرئيس “مرسي”، رئيس القمة، لم يزر السودان حتى الآن، رغم علاقات (الإخوان) بين “مصر” و”السودان”، بينما زار “السعودية” و”إيران” و”إثيوبيا” و”إيطاليا” و”ألمانيا” و”الصين” و”تركيا”!!
{ وعدم زيارته للسودان تمثل (رسالة) – بالتأكيد – إلى السادة (حكام) العالم.. (الأمريكان).. وليكم تسلحنا.. بي قول الله وقول الرسول.. وليكم تسلحنا.
{ وكل (مؤتمر).. وأنتم تعترضون (في المحضر)!!
– 2 –
{ قبل أيام ذكرت في هذه المساحة أن صاحب إحدى المكتبات (باع) لي – شخصياً – (المجهر) بـ (جنيه ونصف الجنيه) قبل أن يتعرف عليَّّ!! هناك سلسلة من (السماسرة) تدخلوا بيننا وقرائنا المحترمين في العاصمة والولايات، فقد بلغ سعر النسخة في بعض الولايات (جنيهين)، عندما كنا ننشر تنبيهاً بالصفحة (الأولى) مفاده أن (المجهر) سعرها (جنيه واحد).
{ كنا نعمل على تحمل قدر من الخسائر لشهر أو شهرين، إلى أن يرضى الله عن حكومتنا وينخفض سعر (الدولار) و(اليورو) في السوق السوداء، فتستقر أسعار (الورق) ومواد الطباعة في السودان.
{ ولكن – وللأسف – لم تستقر الأسعار، ولم يتركنا (السماسرة) والجشعون ننفذ خطتنا كما وعدنا، وتعاهدنا.
{ بيعت الصحف بـ (جنيه ونصف)، بما في ذلك الصحف الاجتماعية والرياضية، وظلت (المجهر)، رغم مكانتها في عيون وقلوب القراء، تلتزم بتوفير الكميات المطلوبة بالسعر المعلن (جنيه واحد).
{ لم تلتزم الكثير من المكتبات والباعة الجائلين (السريحة) بسعرنا المحدد، فأخذوا يضيفون من عندهم (خمسين قرشاً)، و(سبعين قرشاً).. و(جنيه كامل) في بعض الولايات النائية!!
{ وإزاء هذه (الفوضى) الضاربة بأطنابها في عمق مجتمعنا وأسواقنا، ولضبط موقع الصحيفة في السوق، وحفظها من مزايدات السوق السوداء، قررنا زيادة سعر النسخة اعتباراً من (الاثنين) الماضي إلى (جنيه ونصف الجنيه) أسوة بالصحف الأخرى، وآثرنا أن تكون الزيادة (صامتة) لسبببين، الأول أن (المجهر) كانت تباع أصلاً بنسبة (40%) بالسعر (الجديد)، والسبب الثاني متعلق بترتيبات خاصة بسوق تشتد فيه المنافسة في زمن عزت فيه الأخلاق!!
{ فاعذرونا سادتي.. كان لا بد من هذا القرار رغم قسوته علينا، وعلى أحبابنا على امتداد ربوع هذا الوطن الجميل.