رفع الدعم في تغريدة السفير البريطاني !
في تغريدة على حسابه في تويتر، قال سعادة السفير البريطاني بالخرطوم “عرفان صديق” إن (36%) من ميزانية الحكومة الانتقالية للعام 2020 مخصصة لدعم السلع (البترول والخبز). ورأى “عرفان” أن الأجدى والأنفع تحويل مبلغ الدعم إلى الإنفاق على الصحة والتعليم والطرق.
كلام السفير على المستوى النظري صحيح مائة بالمائة، ويتطابق مع نصائح صندوق النقد والبنك الدوليين لرئيس الوزراء الدكتور “حمدوك” ووزير ماليته الدكتور “البدوي” ، ولكن هل يعلم سعادة السفير كم يحتاج المواطن حالياً لاستقلال سيارة أجرة من الخرطوم لأم درمان أو بحري ، لمسافة (15) كيلومتر؟ يحتاج لحوالي (300) جنيه ، رغم أن سعر جالون البنزين (28) جنيهاً ، فكم سيحتاج ليدفع لعربة أجرة في حال رفعت الحكومة الدعم عن الوقود ؟ ما لا يقل عن (1500) جنيه للمشوار !! وسترتفع تعرفة المواصلات العامة للراكب الواحد بما لا يقل عن (200) جنيه على معظم خطوط العاصمة ، وبالتالي ستصبح الخرطوم مدينة للمشاة ، فما فائدة الصرف على الطرق ؟!!
رفع الدعم عن الوقود لا يتوقف أثره على تكلفة المواصلات، بل يتجاوزه إلى أسعار جميع السلع الاستهلاكية بحجة ارتفاع فاتورة الترحيل.رفع الدعم عن الوقود في ظل اختلال توازن الاقتصاد والتصاعد الجنوني لسعر الدولار مقابل الجنيه السوداني يعني كارثة لا يمكن تدارك آثارها على كافة المستويات.
لابد من إضافة موارد جديدة للموازنة من عائدات الذهب وزيادة إنتاج البترول في حقول الشمال ، وترقية صادرات الحبوب والمحاصيل الزراعية ، وفتح أسواق جديدة للثروة الحيوانية في دول أخرى تتجاوز الإقليم ، وبعد استعادة الجنيه لعافيته وهبوط أسعار النقد الأجنبي ، يمكن للحكومة اتخاذ قرار رفع الدعم عن السلع وإزالة التشوه تدريجياً.