الديوان

تعاون بـ(المائة) أو يزيد.. الملحن "يوسف القديل" العصب الحي لأغاني "محمود"

يُعد “يوسف القديل” أحد أميز الملحنين الذين تربعوا على عرش الأغنية السودانية الحديثة، حيث بذل جهداً بيّناً للمضي قدماً بالأغنية الشبابية، وحاز على جائزة أفضل لحن في مهرجان الأغنية العربية، وشكل ثنائية وتوأمة مع الفنان “محمود عبد العزيز”، حيث تعاون معه بأكثر من (28) لحناً، وكتب له عدداً من الأغاني منها على سبيل المثال (وعد اللقيا) و(سيب عنادك) وغيرهنا، وأسهم “القديل” في تشكيل شخصية “محمود” الفنية حتى أن البعض عدّه عصبه الحي وسلسلته الفقرية.
وها هي (المجهر) تطرح تجربة “القديل” على طاولة القراء، فلنتابع ماذا قال..
{ “محمود” قلب نظرية (سمح الغُنا في خشم سيدو)
قال الأستاذ “القديل” في بداية حديثه إن الراحل “محمود عبد العزيز” ظهر في زمن كاد فيه التواصل بين الأجيال أن ينقطع، فسد هذا الفراغ بتناوله لأغانٍ مميزة من حيث النصوص والألحان والأداء والحضور غير العادي الذي شكل له قاعدة جماهيرية كبيرة، هذا إضافة إلى تناوله أغاني الحقيبة بأسلوب قلب فيه نظرية (سمح الغنا في خسم سيدو).
ويصنف “محمود” على أنه من أميز الفنانين الشباب، حيث يعدّ امتداداً طبيعياً لجيل العمالقة، ومن وجهة نظري أنه لا يوجد مغنٍ بقامة “محمود عبد العزيز” منذ  ثمانينيات القرن المنصرم وإلى (الألفينات) التي جاءت إلينا بغناء على شاكلة (الفتاة) و(راجل المرأة) وغيرها من الأغاني التي تخدش الحياء وتصدم الوجدان.
{ سيحدث فراغ
وفي معرض رده على سؤال (المجهر)، عما إذا كان رحيل “محمود” سيحدث نوعاً من الفراغ، قال “القديل”: بالطبع سيترك فراغاً، ولكن الإنتاج والموروث الثقافي والغنائي سيملأ هذا الفراغ على المدى البعيد.
وعن أول لقاء تم بينهما كشف “القديل” عن أنه التقى “محمود” منذ بدايته الفنية في الثمانينيات، في رحلة غنائية إلى الأبيض وأم روابة، وكانت فرقته الموسيقية تتكون من أربعة عازفين منهم شخصي وعازف كمان و”عوض دكتور” و”أوكورديون” وعازف إيقاع من أم روابة وعازف أورغ، وكان “عوض دكتور” أول من أخذه إلى الأبيض وعرفني به، وعند حضوري للعاصمة القومية للدراسة بكلية الموسيقى والدراما، التقينا في أول عمل من كلماتي وألحاني (سيب عنادك) ثم امتد تعاوننا إلى عدد كبير من الأعمال التي شكلت عمود الصرح الغنائي لـ”محمود”.
{ أكثر من مائة لحن
وحول الثنائية التي شكلها الفنان “محمود عبد العزيز” مع الشاعر “إبراهيم الأمين” وشخصه، قال “القديل” إن “محمود” كان يطلب دائماً أعمال الشاعر “إبراهيم” ويقول لي حرفياً: (كتر ليّ من كلمات “إبراهيم الأمين”)، كان يحب أشعاره ويقتنع بها كثيراً فغنى له (خوف الوجع) و(لهيب الشوق) وأخريات، وأشار “القديل” إلى أنه أشرف على معظم الألبومات التي أنتجها “الحوت”، وأضاف: من الأغاني التي لحنتها (بتريدني، لهيب الشوق، سيب عنادك، ما تشيلي هم، وعد اللقيا، بريديك، نور العيون، تعب الريدة، برتاح ليك، خوف الوجع، عشان سمحة، ما بتقدري، إتفضلي، طروني ليك، عامل كيف، مشروق همك، أم لهيج) وأخريات، وهذه الأغاني، أغلبها أضحت عناوين لألبومات معروفة.
{ الإعلام تجاهل تجربتي مع “محمود”
وفي سياق ذي صلة قال “القديل” إن أجهزة الإعلام التي تناولت تجربة “محمود عبد العزيز” سواء كانت فضائيات وبعض الصحف لا يعرفون شيئاً عن حقيقة من أخذ بيده، حيث كانوا يستعرضون تجربة “الحوت” ويمرون مروراً سريعاً على اسمي، رغم أنني ساهمت مساهمة فاعلة بأكثر من (28) لحناً غير الألبومات التي وزعتها، ومجموع أعمالي التي أنتجتها مع “الحوت” أكثر من (141) عملاً، سواء كان توزيعاً أو لحناً أو شعراً.
{ ما لا يعرفه الكثيرون
وعن علاقته بالفنان “محمود” دون الفن، قال: تجمعني علاقة حميمة معه غير أن هناك نسباً بيننا وخاله “محمد الريح السنهوري”، (الدلنج)، متزوج بشقيقتي الصغرى، فكنا نتبادل الزيارات، وكنت عندما أذهب إليه في منزله دائماً أجد معهم ضيوفاً، وعندما ينفض الناس من حوله نتناقش في أمور الفن وأشياء كثيرة.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية