أخبار

تعدين الذهب .. ينعش أسواق محلية أبوحمد

لم يكن يتوقع (عبد الرحيم) العشريني، القادم من إحدى ولايات شرق السودان، أن تبتسم له الحياه ويخدمه النصيب والحظ ويصبح على حين غرة من أصحاب (الملايين) بمجرد صافرة إنذار أطلقها جهاز التنقيب عن الذهب في صحارى وتخوم محلية (أبوحمد) بأن (كيلو) من الذهب قد وقع في نصيبه تقدر قيمته بنحو (300) مليون جنيه بالقديم، وهو يبحث عن مستقبل طالما لم يجده في التعليم الذي لم توفره له الدولة،  وهو قادم إلى (أرض الأحلام) مدينة (أبوحمد) في ولاية نهر النيل الغنية بالذهب كما يحلو أن يسميها الأهالي والمسؤولون والقادمون إليها من كافة بقاع السودان حتى الأجانب.
قصص وروايات أقرب للخيال والطرفة، يتداولها الأهالي والمنقبون عن معدن الذهب النفيس، داخل أسواق مدينة (أبوحمد) وهم يخلدون إلى قسط من الراحة بعد مشاوير مضنية وربما هالكة ويحتسون أكواباً من الشاي، تبدأ طرافتها من صيحات (كمساري) العربة البوكس في أطراف الخرطوم والذي ينادي على المتجهين إلي مناطق الذهب بأن تعالوا إلي ( الغني نفر …. الغني نفر .. نفر وطالعين )، وبمجرد وصول العربة البوكس إلي صحاري الذهب يعود ويصيح ذات (الكمساري) للموجودين الذين لم يحالفهم الحظ بأن ( أهلك قبال تهلك .. أهلك قبال تهلك)، فضلاً عن حكاوي الذين يحالفهم الحظ بأن فلاناً القادم من الجزيرة قد وجد (8) كيلو جرامات من الذهب، وآخر قد وجد (4) كيلو جرامات وأصابته الصدمة وربما فارق الحياة.
وأنعش تعدين الذهب أسواق المدينة بشكل لافت في شكل ظهر في الفنادق التي أنشأت وحركة السيارات الفخيمة،  ويقول محدثي إن أحد كبار التجار يستأجر نحو (1500) “عنقريب” كل مساء بواقع (3) جنيهات للواحد و هذا يعني توفير (4.5) آلاف في اليوم وهو يقول إن (السوق قدح النبي)، ويقول آخر : إن عمليات التعدين وإن أنعشت الأسواق لكنها جاءت خصماً على الزراعة بعد ترك الشباب لها.  
ويقدر اتحاد التعدين الأهلي بمحلية (أبوحمد)، الذي يخدم حوالي (250.000) عضوا معدن، عدد العاملين في مجال التعدين في المحلية بنحو (150) ألف معدن من كل أنحاء السودان، وأن عدد الآبار (5.400) بئرا، وأن متوسط العاملين في البئر الواحد يقدر بنحو (20) شخصا، وأن عدد الطواحين (1.370) طاحونة، وأن العاملين في سوق (أبوحمد) يقدر بنحو (15.1500) شخصا، وأن عدد عربات النقل (9.800) عربة، وأن عدد العربات نصف نقل (014.300) عربة، وأن عدد التراكترات (4.200)، وأن عدد الحفارات يقدر بنحو (3.700)، وأن عدد وفيات الحوادث والاختناق (165) شخصا خلال (2012)، وأن حالات التسمم بالزئبق غير محصورة.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية