الأمين العام للنهضة الزراعية يعترف بالإخفاق في دعم القطاع المطري
أقر الأمين العام للنهضة الزراعية دكتور “عبد الجبار حسين” بأن مشروع النهضة الزراعية لم يدعم القطاع الزراعي التقليدي المطري بما يستحق خلال السنوات الأربع الماضية.
وقال خلال مخاطبته الجلسة الافتتاحية للورشة التشاورية حول إستراتيجية تنمية القطاع المطري التقليدي بنيالا أمس (الخميس) إن الاهتمام بهذا القطاع جاء متأخراً على الرغم من أهميته في الإنتاج الزراعي القومي. وأشار إلى أن وزارتي الزراعة والمالية الاتحاديتين ومشروع النهضة الزراعية وجهوا بأن يكون الاهتمام في السنوات الأربع القادمة بالتركيز على القطاع الزراعي التقليدي المطري. وأبان أن هذه الورش نظمت في ولايات (القضارف، كسلا، النيل الأزرق ودارفور وكردفان)، وأضاف أن الورشة الأخيرة ستُعقد في الخرطوم ومن ثم يتم رفع المخرجات النهائية إلى رئيس الجمهورية والنائب الأول، رئيس المجلس الأعلى للنهضة الزراعية لتصبح منهجاً للتعامل مع هذا القطاع. وشدد “حسين” على ضرورة تكوين الأجسام والجمعيات الزراعية لتتم عبرها عمليات التمويل، وقال إن هناك مليارات الجنيهات يتم رصدها كل عام لدعم الزراعة إلا أنها لم تذهب إلى المستحقين بسبب عدم وجود أجسام يتم عبرها التمويل. وكشف عن رصد (1000) جرار بملحقاتها لدعم الموسم الزراعي القادم بولايات دارفور الخمس. فيما استبعد والي جنوب دارفور “حماد إسماعيل” أن يصبح السودان (سلة غذاء العالم) طالما ظل يستورد الغذاء من الخارج، وأضاف: (لا يمكن أن نتحدث عن سلة غذاء العالم ما لم نكتفِ ذاتياً). وتساءل “حماد” عن نتائج مشروع (النفرة الخضراء) الذي أعلن في وقت سابق، لكنه عاد وأبدى اطمئنانه بأن النهضة الزراعية لن تلحق بأخواتها اللائي تبخرن مثيلات (النفرة الخضراء)- على حد تعبيره. وأضاف: (أرجو أن أهمس في أذن أخونا “عبد الجبار حسين” بأن لا يسمح بوأد النهضة الزراعية). وأكد “حماد” أن الاهتمام بالزراعة سيكون الحل للمشكلات الاقتصادية التي تواجه البلاد، وأضاف: (ما لم نقتنع بذلك فلن ينصلح حال السودان إلى أن يهدينا الله لذلك)، وقال: (على الرغم من أن الحل الحقيقي لأزمتنا يكمن في الزراعة إلا أننا نتلهى عنها بالحفر في باطن الأرض لاستخراج البترول والذهب وفي الوقت ذاته الزراعة على ظاهر الأرض)، لافتاً إلى الظلم الواقع على شريحة المزارعين التقليديين، وقال: (على الرغم من أننا نتحدث عن أن (80%) من سكان السودان مزارعين إلا أننا نبذل قصارى جهدنا لإرضاء الـ(20%) من الشعب السوداني). منوهاً إلى أنه عندما تمعن في وضعية جنوب دارفور وجد أنه يقدم أكثر من(18) مليار جنيه شهرياً للعاملين في القطاع المنظم الذين يمثلون نسبة (1%) من سكان الولاية بينما لم يدرِ كم ينفق على الـ(99%) من المواطنين، وزاد: (إن العدالة تقتضي أن نقدم التنمية بالولاية).