فوق رأي

الحرامي الثاني

هناء إبراهيم

في مراسم استقبال الحرامي ثمة من يدفن نفسه داخل البطانية (يعمل روحو ميت) مستعيناً بما تيسر من الذكر والأدعية التي تخطر على قلبه…
وثمة من يواجهه بالسكلي والكواريك (ألحقونا الحرامي) وثمة من يخذله صوته فلا يستطيع فعل ذلك وهناك من يواجهه بأقرب آلة إلى يده… أما حبوبة جيرانا عندما شاهدت حرامي ذات ليل أخذت تستجدي إحساسه قائله (يا ولدي حس شوية… أخوانك ديل يلقطوها بالنهار وأنت تجي تشيلا بالليل… النبي حِس شوية)….
أما الحرامي الذي يخطط ويتكتك وينط ويفتش ولا يجد شيئاً ثميناً أو بخساً يسرقه فهو حينئذ (سرق نفسه مرتين) الذنب قائم والغنيمة بح..
زار أحد هؤلاء امرأة وكانت وقتها قد وضعت مولوداً حديثاً.. أخذ يبحث عن موجبات السرقة وهي تنظر إليه بين القلق على نفسها وطفلها والشفقة عليه…
عندما لم يجد شيئاً … جاء نحوها وقرصها في أذنها قائلاً (إنتي النسوان البدخلن الصناديق ديل ما سمعتي بيهن)؟! ثم وضع لها مبلغاً من المال تحت مخدتها قائلاً (وقت والدة هاكي دا حق اللبن) وخرج.
اتفرجتوا…

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية