“نور الهدى محمد نور الهدى” : عزة أصدرت كتباً لجنوبيين ولأربعين امرأة سودانية
الخرطوم : المجهر
احتفل مؤسس وصاحب دار عزة للنشر والتوزيع “نور الهدى محمد نور الهدى” بمرور (50) عاماً على بداية علاقته مع الكتاب ويعود الفضل في ذلك إلى جامعة الخرطوم حيث عمل في العام 1967 مساعد أمين مكتبة في جامعة أم درمان الإسلامية ثم التحق في العام 1973 بجامعة الخرطوم، وتدرج إلى أن صار مدير دار الكتب والتوزيع بجامعة الخرطوم.
بدأت علاقة “نور الهدى” مع الكتاب مبكرا حيث درس علم المكتبات ونال دبلوم في المكتبات ثم انتقل إلى لندن لإكمال الدراسة تلقى تدريباً مكثفاً ثم أسهم في تأسيس والإشراف على قسم المعارض بدار النشر بجامعة الخرطوم، والفضل في إنشائه يعود إلى مدير دار النشر جامعة الخرطوم، وقتها “خالد المبارك” وذلك في العام 1983 من خلال رحلة من تونس إلى القاهرة التي كان بها وقتها قسماً للمعارض، فاقترح “نور الهدى” أن يتم نقل الفكرة إلى السودان وقام بالموافقة عليها وتعيينه مشرفاً ثم قام بعد تعيينه بابتعاث موظفين وفنيين طباعة للتدريب على العرض في الهيئة العامة المصرية ومطابع الأهرام وأحدث طفرة في الدار باكتساب خبرات خارجية، رغم أنه لم يستفد من هذا الكادر السوداني الكبير المدرب الآن في تنظيم معرض الخرطوم للكتاب.
كانت بدايات مشاركته في المعارض الداخلية عبر أول معرض للكتاب في السودان أقامته دار جامعة الخرطوم للنشر في نادي ناصر بالخرطوم، ثم أسهم في قيام أكبر معرض من نوعه في السودان في نوفمبر 1989 وهو معرض المليون كتاب الذي افتتح في تمام السابعة مساء في 6 مدن سودانية مختلفة في توقيت واحد في تجربة لم تتكرر ولن تتكرر، حيث استوردت الدار وقتها حوالي (36) حاوية بها كتب بكميات كبيرة من الهند وأمريكا ولبنان وانجلترا وغيرها من الدول وكان معرضاً خرافياً.
وبدأت علاقته مع معارض الكتاب الخارجية من خلال عمله مندوباً لدار النشر بجامعة الخرطوم، وهي أول جهة شاركت خارج السودان في معرض الشارقة ومعرض أبوظبي وكانت أول مشاركة له من خلال دار عزة في العام 2004 في معرض الشارقة وذلك بعد انطلاقة عزة في العام 1998 وتحولت إلى ناشر في العام 2001 حيث نشرت أول كتاب لها وهو (ليل المغنين) للشاعر “عمر الطيب الدوش” ثم توالت المشاركات بعد ذلك بمعارض أبو ظبي والدوحة والرياض والقاهرة وفرانكفورت وغيرها،
وقد قدمت عزة (532) عنواناً وهو أكبر رقم حققته دار نشر سودانية حتى الآن بالطباعة لكل ألوان الطيف من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار منها (25) كتاباً لكتاب من دولة الجنوب وحوالي (40) لكاتبات من النساء وترجمة كتب لأجانب إلى جانب روايات بالانجليزية، وأصدرت عزة في 2017 فقط (15) عنواناً جديداً منها كتاب لشاب صحفي كويتي اسمه “فهد سالم خليل الراشد” وآخر للدكتور “حسن مكي” حول الحركة الإسلامية.
يرى “نور الهدى” أن القارئ السوداني يعاني الآن من مشاكل الوضع الاقتصادي حيث تنشر (25%) من الكتب بالخارج ويظل هو الأول عند الناشرين الأجانب في المنطقة، وقد تحدث عنه “نزار قباني والأبنودي” وغيرهم ويرى أن القارئ السوداني يستحق معرضاً أفضل تطوراً من معرض الخرطوم الذي يقام في أكتوبر من كل عام، رغم أن الدولة دفعت له في مواسم سابقة حوالي (3) مليارات لكنه يقع تحت سيطرة (الفريشة) المصريين وأصحاب المكتبات الذين يعرضون كتباً منسوخة ليكون معبراً ومكباً للكتب المزوَّرة التي تكاد تصل إلى (50) من المعروض تحت رؤية سُلطات المصنفات الأدبية والفنية داعياً إلى الاستفادة من الخبرات السودانية بالداخل والخارج مثل الدكتور “يوسف عيدابي” مؤسس معرض الشارقة.
وطالب “نور الهدى” وزارة التربية والتعليم بعودة حصة المكتبة إلى المدارس ونادى بعودة المكتبات العامة خاصة أن بعض الشباب يدفعهم الفراغ إلى المخدرات وغيرها وتسهيل إصدار الكتاب حيث تذهب (42%) من قيمته في رسوم بمُسميات مختلفة منها رسوم رقم القيد الذي يمنح في كل العالم مجاناً إلى جانب ضريبة الجودة والجمارك ورسوم العبور بين الولايات وكسر حاجز الحظر حيث منعت من عزة حتى الآن (25) كتاباً.
وحكى “نور الهدى” عن معاناة الناشرين السودانيين في المشاركة باسم السودان خارجيا، وقال: إنهم لا يجدون دعماً من الدولة ولا وزارة الثقافة ولا الملحقيات الثقافية بالسفارات بالخارج، بل يتم فرض رسوم عليهم قبل السفر من قبل المصنفات إلى جانب فرض رسوم عليها في حال لم تُبَع بالخارج عند العودة مما أدى إلى قلة دور النشر المشاركة وغياب جناح السودان بالمعارض.