عندما انحاز (نداء السودان) لصوت العقل ..
1
تأخر تحالف (نداء السودان) كثيراً ، قبل أن يتخذ موقفه الشجاع الأخير بالموافقة على التفاوض المباشر مع المجلس العسكري ، ليجبر مكونات أخرى متطرفة ومتعنتة في قوى الحرية والتغيير على الرضوخ لصوت العقل والحكمة والرجوع عن قرار الرفض المطلق للجلوس مع المجلس العسكري !!
لو أن (نداء السودان) حزم أمره ، وفرض قراره القديم الجديد على (قحت) قبل أكثر من شهر ، لما جرى ما جرى في أحداث فض اعتصام القيادة ، ولا فقدت بلادنا شباباً زاهِراً يومها ، ولا قبلها في الثامن من رمضان ! ولكن قدّر الله وما شاء فعل .
مصلحة الوطن تعلو فوق مصلحة أي كيان أو تحالف سياسي ، وقد ظل البعض في قوى الحرية والتغيير يحرص على وحدة الكيان ، فيسكت عن قول الحق حفاظاً على الشكل العام للتحالف بينما الخاسر الوطن والشعب .
كيف يرفضون الجلوس إلى مَن سيكونون زملاءهم في مجلس السيادة غداً ، وشركاءهم في الحكم الانتقالي ؟! كيف ستديرون البلاد وأنتم تتشاكسون مع الشريك منذ الآن وقبل بداية الفترة الانتقالية ؟!
السودان أعظم من أن يقرر مصيره هؤلاء المندفعون المتوترون .
2
لست مقتنعاً بما قاله المجلس العسكري عن أسباب اعتقال وزير الشباب والرياضة السابق “أبوهريرة حسين” ، فالشاب الذي يسكن في صالون متواضع في “أم بدة السبيل” ، في زقاق بحي شعبي ، لا يمكن أن يكون متهماً في تجاوزات مالية أو إدارية . كما أنه ليس قيادياً في الحزب الذي كان حاكماً ، ولا وزارته التي قضى فيها أقل من أسبوعين وزارة سياسية أو سيادية !!
حالة “أبوهريرة” الصحية تتدهور ، والأطباء أكدوا حاجته لعملية عاجلة في العيون نسبة نجاحها لا تتجاوز (10%) ، وبالتالي فهو مهدد بفقدان بصره بسبب ارتفاع السكر ومضاعفات اعتلال بصري .
إننا نكرر نداءنا الإنساني إلى سيادة الرئيس “عبدالفتاح البرهان” وأعضاء المجلس العسكري بضرورة إطلاق سراح “أبوهريرة ” عاجلاً ، وإرساله للعلاج بالخارج وقد التزم المجلس في وقت سابق بذلك .
وغير “أبو هريرة” فإن اعتقال شخصيات غير سياسية مثل البروفيسور “مأمون حميدة” دون تهمة جنائية محددة ، أيضاً فيه الكثير من التعسف ، والسماع لأصوات هوجاء تريد أن تحاكم الناس بغبائنها وخصوماتها وليس بالقانون .