في أسواق البهارات والأواني المنزلية قبل رمضان .. (الكساد) ساد
في جولة واسعة لـ(المجهر) في الأسواق
تقرير – المجهر
حالة من التردي الكبير لازمت السوق السودانية في أغلب المنتجات المستوردة والمحلية في ظل ارتفاع الأسعار حتى اليوم وقد قفز بعضها لأكثر من الضعف خاصة وأن شهر رمضان الكريم على الأبواب وهو الشهر الذي تكون فيه الحاجة كبيرة للطعام والغذاء والمستلزمات الأخرى وينتظره الكثيرون لرحمته وخيره الذي ينساب في كل شيء.
لكن ملامح رمضان هذا العام تمر دون أن تحرك ساكن الكثيرين في التجهيزات والتحضيرات المعهودة للأسر، سواء أكانت متوسطة أو غنية أو فقيرة، وبدا أن رمضان هذا العام مختلف عن كل المواسم السابقة بالسودان، حسب إفادات البعض من الفقراء والمساكين والكادحين والعمال والموظفين.
(المجهر) دخلت أسواق الخرطوم التي تكون في العادة نابضة بحركة البيع والشراء والازدحام الذي يسبق رمضان، لكن أغلبها يبدو خالياً أو شبه خالٍ إلا من بعض الباعة المتجولين وأصحاب المحال والدكاكين، وقلة من المشترين الذين ظلوا كما شاهدناهم يتفاجأون ويبدون تذمراً ملحوظاً .. وآخرون كانوا في حيرة كبيرة بسبب (توحش) الأسعار.
{ كساد وبطالة
يقول تاجر الجملة (للبهارات والتوابل) بالسوق المحلي “حامد عبد الوهاب الشيخ” في حديثه لـ(المجهر) إن ارتفاع الأسعار والزيادات المتتالية التي لازمت كل السلع الاستهلاكية ليس بسبب حلول شهر رمضان المعظم، وإنما وكما هو معلوم بدأت تلك الزيادات منذ إعلان زيادة التعرفة الجمركية منذ أربعة أشهر، مبيناً أنها زيادات هائلة للغاية وصلت لأكثر من (3-4) مرات في سعر السلعة الواحدة خلال الأشهر الأربعة، وأوضح أن السوق حالياً يشهد انهياراً كبيراً أدى لضعف الطلب، مبيناً أن سياسات الطلب هي التي أدت لانهيار سعر المنتج المحلي والارتفاع في أسعار المستورد، وأضاف “الشيخ” إن العادة جرت على أن تطرأ بعض الزيادات في أسعار السلع الاستهلاكية خلال شهر رمضان نتيجة لزيادات الطلب الطبيعية، إلا أنه عاد وأكد أن الأسعار بصورة عامة انخفضت في الأسواق لعدم وجود طلب عليها خاصة في البهارات والتوابل التي تعد الأكثر طلباً خلال رمضان، وشرح أسباب الانخفاض بأن بعض التجار الذين ركبوا موجة غلاء الأسعار وكانت لديهم بضاعة مخزنة قاموا الآن ببيعها بسعر أقل لركود السوق.
ويمضي التاجر ليؤكد ركود السوق ويقول إنه كان يجلب في كل عام قبيل رمضان بشهر وأيام ما بين (20-30) عاملاً ليعملوا معه لكنه اكتفى بسبعة فقط وها هم الآن ولأيام يفترشون الجوالات أرضا لعدم وجود ما يقومون به من عمل، أما هو وقد تحدث إلينا في محل جاره، وقال: (جئت أتونس معاه لعدم الشغل وعمالي كل واحد فارش ليهو شوال وراقد).
وأشار “الشيخ” إلى أن بعض أسعار السلع الرمضانية من البهارات والتوابل قد ارتفعت هذه الأيام مقارنة بأسعار رمضان السنة الماضية، وأكد أن بقوليات البليلة من الكبكبي والعدسية قد انخفضت أسعارها بسبب انهيار سعر المنتج المحلي، بجانب سعر البهارات.
{ سوق الأواني .. الحال ليس أفضل
في سوق الأواني بالخرطوم وسعد قشرة لاحظت (المجهر) ضعف حركة المشترين خاصة النساء اللائي توافدن من أنحاء العاصمة ومدنها للسوق لشراء احتياجات رمضان خاصة الأواني بسوق (العِدة) الذي يزخر بكل الأنواع والأشكال، ولكن هذا العام كأن أحداً لم يأخذ شيئاً من البضاعة المكدسة والمتراص.
وقال تاجر الأواني “الريح حسين” إن آنية الملامين والزجاج التركي، بجانب الأواني المصرية رخيصة السعر بجانب قليل من الصيني هي التي تسيطر على السوق وموجودة فيه نسبة للغلاء الباهظ في الأعلى جودة.
وبصورة عامة يقول “الريح” إن بضاعة محله قام بتوزيعها على الولايات منذ فترة، والسوق هنا راكد وبمجرد دخول رمضان تتوقف حركة البيع بشكل كامل، وأكد أن إقبال الناس على سوق (العِدة) قليل جداً هذه السنة، وأن زبائن السوق المعهودين من أم درمان والخرطوم وبحري قلوا كثيراً وبعضهم لم يأت نهائياً لشراء (عدة رمضان)، وقال ضاحكاً: (جوني ناس كافوري ذاتهم واتجرسوا من الأسعار)، في إشارة إلى سيدة من المنطقة ثارت غاضبة وساخطة عندما علمت أن سعر (الكبابي) التي اشترتها رمضان الماضي قد تضاعف عدة مرات.