شهادتي لله

أعيدوا لنا دولتنا الآمنة ..

ليس أمام المجلس العسكري الانتقالي من خيار سوى أن (يملأ قاشو) على جسم قائد واحد ، ويمضى قدماً في بسط هيبة الدولة وحِفظ مقام الجيش ، بإعادة الحياة إلى طبيعتها في وسط الخرطوم ، بإزالة كل الحواجز والمتاريس ، وفتح جميع الكباري ، وتحديد رقم على خط ساخن للتبليغ عن كل تجاوز للقانون من فرد أو مجموعة من المتفلتين .
لقد بلغ السيل الزُبى ، وعمت الفوضى أنحاء العاصمة وضواحيها ، وصار كل من يزعم أنه (ثائر) قاضياً في الشوارع وجلاداً ، يحكم على من يحسب أنه (كوز) بالجلد والضرب وتهشيم سيارته ، مع التصوير والبث في وسائل التواصل الاجتماعي لتأكيد حاكمية الثوار في دولة تجمع المهنيين وقوى الحرية والتغيير !
إنهم (دواعش اليسار) في زمن الغفلة ، وغياب السلطات ، وإضراب ضباط الشرطة ! يا سبحان الله .. حتى الشرطة .. القوة النظامية المنضبطة صار صغار ضباطها يضربون .. فماذا هم فاعلون عندما يبلغون رتبة (لواء) ؟!!
يا سعادة الفريق أول “البرهان” .. ويا سعادة الفريق أول “حميدتي” .. لقد تسلمتم دولة منهارة اقتصادياً ، ولكنها ظلت حتى صبيحة السادس من أبريل دولة يسودها القانون ، لا تعتدي فيها شرذمة من الناس على فرد في مطار الخرطوم ، ولا يقتحم فيها المتظاهرون بيوت المواطنين كما جرى في حادثة اقتحام منزل الدكتور “عوض الجاز” ، ولا تهاجم فيها عصابة اجتماعاً قانونياً لحزب مسجل في صالة مغلقة ، فتضرب المجتمعين وتدميهم ، ثم تنهب كل منقولات الصالة و(تشلِّع) كل السيارات أمامها في منظر بالغ القبح ، فاحش الإجرام !
لقد تسلمتم بلادنا ، وأمنها وأمانها مثل صحن الصيني (لا فيهو شق ولا طق) ، لا جمهرة ولا حشود سوى اعتصام أمام القيادة العامة ، وأنتم من فتحتم لهم مداخل الساحة ، وأنتم من حميتم المعتصمين وحقنتم دماءهم ، وحسناً فعلتم ، ولكن غير الحسن أن يصبح كل الشعب رهينةً لاعتصام القيادة غير المبرر بعد أن اتفقتم مع قوى التغيير على المحاور الرئيسية لتشكيل مؤسسات الحكم الانتقالي .
استمرار الاعتصام هو استمرار لحالة الفوضى الضاربة بأطنابها في كل مكان من الخرطوم .
استمرار الاعتصام هو استمرار للعدوان على المخالفين في الرأي ، واستمرار لأخذ الحقوق بالأيدي ، ونسف كل بنيان الدولة المدنية .
أعيدوا لنا دولتنا الآمنة المستقرة التي عقد تحت ظلالها الحزب الشيوعي السوداني مؤتمره العام الأخير في قاعة الصداقة ، ولم تقتحمه يومها (كتائب الظل) ، ولم يهجم عليهم دواعش التكفير ، فاجتمعوا .. وقرروا .. وانتخبوا .. ثم عادوا إلى بيوتهم آمنين دون أن يمسهم (كوز) !
لابد من الحسم .. لابد من إظهار وجه الجيش القديم .. فلا سياسة ولا كياسة في مواجهة الفوضى .
إن السودان سيتحول إلى غابة .. لو استمر هذا الحال على هذا المنوال .. أسبوعاً آخر .

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية