شهادتي لله

فشلوا في التسويق !!

رغم أن القرارات والإجراءات التي أعلنها السيد رئيس الجمهورية المشير “عمر البشير” في (22) فبراير الماضي ، قرارات كبيرة ، تمثل نقلةً هائلةً نحو نظام سياسي جديد ، إلاّ أن القائمين على مؤسسات الدولة عجزوا تماماً عن تسويقها (داخلياً) و(خارجياً) ، لتؤتي أُكلها ، وتنجز غاياتها في بناء قواعد دولة الحرية والعدالة والمساواة بين القوى السياسية .
داخلياً .. لم تظهر بعد ملامح حوار جدي وحقيقي متحرك في الاتجاه الصحيح مع أحزاب المعارضة التي رفضت الانخراط في الحوار الوطني .
خارجياً .. لم تصوّب الدولة نحو الهدف ، وتقنع القوى الإقليمية والدولية التي كانت تعمل جاهدةً على (تحَرر) الرئيس من رِباط (الإسلاميين) ، وأن يكون رئيساً (قومياً) ، وعلى مسافة واحدة من الجميع ، تقنعها بأن ما كانت تسعى إليه قد تحقق ، بهدوء وبأقل خسائر ممكنة ، فماذا أنتم فاعلون ؟
هذا العجز البائن عن تسويق هذا المُنجز السياسي ، على الصعيدين الداخلي والخارجي ، بسبب ضعف كفاءة وفاعلية وهُزال قدرات المسؤولين عن ملفات (السيادة) في الدولة ، أنتج حالة الركود والأفق المسدود التي تعيشها بلادنا هذه الأيام .
العقول السياسية الجريئة والمتوثبة هي التي تحيل تلك القرارات (الثورة) إلى حقول خضراء مثمرة وزاهية ، تُبدل واقع السودانيين ، وتُجدد الآمال في نفوسهم ، وتدفعهم إلى منصات النهضة والرفاهية.
لابد من نفخ الروح في قرارات الثاني والعشرين من فبراير ، فلا تنتهي في محطة محاكم الطوارئ ، ولا تصبح أثراً بعد عين .
السيد الرئيس في حاجة إلى أن يُفوّض مساعديه من القوى السياسية الأخرى ، غير المؤتمر الوطني ، ويبذل لهم الثقة المناسبة لينطلقوا خارجياً وداخلياً ، لتسويق تلك القرارات ، وفتح المسارات أمامها لتمضي في طرق متعددة ، باتجاه الشمس .

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية