شهادتي لله

هيئة (التحالف) .. أحسنتم

{ حسناً فعلت أحزاب وتنظيمات (المعارضة) بالداخل، ممثلة في الهيئة العامة لقوى الإجماع الوطني التي يرأسها الأستاذ “فاروق أبو عيسى”، بإعلانها أمس (الثلاثاء) إخضاع ميثاق “كمبالا” للمراجعة والتدقيق.
{ وأحسنت أيضاً بتجديد تأكيداتها بأن خيارها (الوحيد) لإسقاط النظام الحاكم هو التزام النهج (السلمي) الديمقراطي، خلافاً لما ورد في الميثاق (الشيطاني) الذي أباح حرية ما أسماه (الكفاح الثوري المسلح)!! كفاح العصابات والمليشيات و(التمرد المفتوح) على كل أبواب (جهنم)!!
{ من حق أي حزب (معارض) في أي بلد أن يسعى إلى (تغيير) النظام لاستبداله بالأفضل على كافة المستويات، ولكن الشرط المطلوب في إطار الممارسة السياسية الراشدة أن تكون الوسائل (سلمية) وديمقراطية، بعيداً عن (سياسة الغاب)، والابتزاز بالسلاح، سواء بدعم أمريكا أو أوربا، أو حتى دول عربية وإسلامية كما كانت تفعل (ليبيا القذافي).
{ (الجبهة الثورية) في ميثاقها الذي وقع عليه (أفراد) محسوبون على أحزاب (الأمة) و(الاتحادي) و(الشعبي)، تقرر (حل) القوات المسلحة السودانية فور إسقاط النظام، وتلتزم بوقف إطلاق النار، لكنها (لا) تلتزم بحل مليشياتها بالمقابل!! بل تمنح قواتها (البربرية) امتياز أن تكون البديل الشرعي المناسب للجيش السوداني!! يا سبحان الله!
{ يريدون أن يجعلوا الخرطوم مثل “بيروت” و”مقديشو” في أيام الحرب، لتكون “الحاج يوسف” مثلاً تابعة لقوات (الجيش الشعبي)، بينما تسيطر قوات “مناوي” على أرجاء واسعة في أم درمان، من “الفتيحاب” إلى “الموردة”!! وتتمدد قوات “العدل والمساواة” من غرب أم درمان إلى (سوق ليبيا)، الذي عبروا به في (غزوة أم درمان) عام 2008م، وإلى مدينة الثورة وأطراف محلية “كرري”، وربما يحتفظ القائد العام للجيش (القومي) الجديد – (الفريق) الذي سيصبح (مشير) – “مالك عقار اير” لقوات الجيش الشعبي بمناطق واسعة من العاصمة “الخرطوم”، باعتبار أن جيشه يضم أكثر من (خمسين ألف) مقاتل كما يزعمون!!
{ ولا شك أن المواطن المسكين سيحتاج إلى (تصاريح مرور) – كما يحدث الآن في المناطق التي يسيطر عليها (التمرد) في (دارفور) و(جنوب كردفان) – إذا أراد التحرك بين محليات الخرطوم المختلفة!!
{ لا أظن أن هنالك سياسياً عاقلاً وراشداً يمكنه أن يوافق على ميثاق “الجبهة الثورية” الموقع في “كمبالا” قبل أيام.
{ لابد أن نشيد بتبرؤ (المعارضة) من هذا الميثاق والتزامها بالوسائل السلمية الديمقراطية.
{ أحسنتم سادتي “فاروق أبو عيسى”، “محمد ضياء الدين”، “مريم الصادق” وبقية العقد.
{ أنا أؤمن تماماً بأن هناك أزمة (سياسية) و(اقتصادية) ماثلة الآن في بلادنا، ولا بد للمؤتمر الوطني الحاكم أن يعمل (بجدية) لحلها باتجاه (التغيير)، ولكنني أؤمن في ذات الوقت بأن نهج (تجمع كمبالا) سيقود السودان إلى المزيد من التمزق والتشظي.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية