(سيد اللبن) من (أتمنة الحمار) لـ(براميل البكاسي)
الخرطوم – باشاب
{ مع عصر التطور وانتقال الكثير من الأشياء مع إيقاع التحضر (سيد اللبن) الذي كان في سالف الأزمان يتجول بحماره في شوارع وأزقة الأحياء والحواري يحمل على ظهره تمنتين متدليتين عن اليمين وعن اليسار في (الخُرج) معبئتين بالحليب الصافي، الذي كان يحلب من ضرع الأبقار ويباع مباشرة للمواطن دون أن تضاف أي مواد كما يحدث الآن من إضافات، وكانت وقتها
تعبئته للألبان بكميات محدودة في (تمنة الحديد) أما الآن ومع تسارع إيقاع الحياة انتقل (سيد اللبن) إلى البكاسي (التايوتا) وحمل الألبان على البراميل البلاستيكية الكبيرة، وتقطع بها المسافات الطويلة من المناطق الطرفية لبيعها في داخل المدن ليس للمواطن مباشرة كما كان يحدث في السابق، إنما بيعها لأصحاب البقالات و(السوبر ماركت).
{ وفي حديث مع العم “عثمان السر” الذي عاصر بيع اللبن على تمنة الحمار وبراميل البكاسي قال إن غالبية بائعي اللبن في هذا الزمان صاروا يلجأون إلى إضافة الماء للبن حتى تزيد كميته، وبعضهم يضيف إليه مواد حافظة مثل البنسلين، حتى يبقى لفترات طويلة ولا يتأثر في حركة حمله والانتقال به إلى مسافات طويلة مثلاً هناك من يجلبون الألبان من قرى شمال الجزيرة المتاخمة للعاصمة الخرطوم، وهناك ألبان تأتي من منطقة الجيلي وأصبح من النادر جدا أن تجد من يحرصون على بيع اللبن على البكاسي دون إضافات وفي الختام ترحم على أيام سيد اللبن عندما يحمل الحليب الدسم المبرأ من كل عيب وإضافات.