الخرطوم: رباب الأمين
{ كثير من الشراكات الزوجية والروابط العاطفية انهارت بسبب الفوارق العُمرية حيث أصبح (فارق السن) يشكل هاجساً في نفس كل من (آدم) و(حواء) وحاجزاً تصدم عنده استمرارية العلاقة.
{ (المجهر) وضعت تساؤلاتها حول الموضوع لتبحث لها عن إجابات شافية عبر المساحة القادمة، هل فارق العُمر يضع الحياة الزوجية أو العاطفية في منضدة عدم التفاهم؟ وهل يتسبب في انهاء العلاقات مع ظهور أول الأزمات ويكون الانفصال أو البرود العاطفي.
{ جاء مدخلنا لمناقشة هذا الموضوع بـ(الشابة لمياء) التي تزوجت من شاب تكبر منه بثلاثة أعوام كانا في قمة التفاهم ولكن طعنات أهله اللاذعة لم ترحمها فيصتبحون يومها بـ(ما شايفة عُمرك يا عجوزة) طلبت منه الطلاق بعد مرور (٧) أشهر على العديد من الإساءات.
زواج المصالح المتبادلة
{ وفي علاقات تبادل المصالح التي تقودها القدرة المالية نجد أن بعض من الشباب يفضلون الزواج من نساء أكبر منهم لكنهن ذات مال.
وبالمقابل هناك بعض الفتيات في عمر الزهور يبحثن عن الارتباط برجال في أعمار كبيرة وهذا بحثاً عن الحياة الرغدة .
( ن.ع) ذات الأربعين من عائلة ثرية، تزوجت من شاب في العقد الثلاثيني من عمره بعد مرور سنة من الزواج أحست بتغيرات كثيرة منها أنه يتدخل في شؤون عملها وأسرتها فيحاول الاستيلاء على حصتها من ورثة أبيها، بهدف أنه زوجها ويريد أن يحافظ على مستقبل أبنائه ثم يصرفها على الفتيات اللواتي وعدهن بالزواج، الأمر الذي خلق فجوة سلبية بينهم انتهت بفقدان الثقة والطلاق.
حسن الخلق معيار مقنع :
المهندس “الفاتح محمد” ذكر في حديثه لـ(المجهر) قال إنه لا يهتم بالفارق العمري ينصب كل اهتمامته على أخلاقيات الشريكة واحترامها للأهل وإكرام الضيوف، أما من الجوانب الجمالية يفضلها بأن تكون (سمراء) غير (ملطخة) بمستحضرات التجميل.
“آلاء أحمد” خريجة، ترى أن الفرق المناسب من (٣ إلى ٨) سنوات، فيما اختلف معها “سعد الدين” الذي فضل بأن يكون الفرق من (٨) أعوام فصاعداً.
{ هناك الدراسة التي أعدها الباحثان، “أندريو فرانسيس وهوغو ميالن”، من جامعة إيموري في أتلانتا، شملت عينة من (3) آلاف شخص. وتوصلت إلى أن فارقاً عمرياً من خمس سنوات يزيد احتمال الخلاف بين الأزواج بنسبة (18) في المئة، مقارنة بالأزواج الأكثر تقارباً على المستوى السني.
أما الفارق العمري الذي يصل إلى (10) سنوات فيجعل الزوجين أكثر عُرضة للخلاف، بنسبة (39) في المئة، قياساً بباقي الأزواج، فيما يرتفع احتمال الخلاف إلى (95) في المئة حين يكون الفارق العمري عشرين عاماً، وفق ما نقلت صحيفة “إندبندنت” البريطانية.
وذكر الباحثان أن فارق العمر المثالي في علاقات الزواج هو سنة واحدة، فالأزواج الذين لا يفصلهم في السن سوى عام واحد، لم يتعد احتمال طلاقهم نسبة (3) في المئة.
أما حين يكون هناك الفارق في المستوى التعليمي بين الأزواج، فإن نسبة احتمال الطلاق ترتفع إلى (43) في المئة، فيما تقل النسبة بصورة كبيرة حين يكون الفارق في المسار العلمي عامين دراسيين فحسب.
عمر الزواج في الشريعة الإسلامية
{ الشيخ “شمس الدين علي” بين بأن الرسول صلى الله عليه وسلم، تزوج السيدة “عائشة” وهي في سن السبع سنوات، وقبلها تزوج السيدة خديجة رضي الله عنه وكانت تكبره عمراً.
واستدل بالحديث صلى الله عليه وسلم: (إذا أتاكم من تَرضَون دِينَه وخُلُقَه فأنكِحوه إن لا تفعلُوه تكن فتنةٌ في الأرضِ وفسادٌ كبيرٌ . قالوا : يا رسولَ اللهِ وإن كان فيه ؟ قال : إذا جاءكُم مَن تَرضَون دينَه وخُلُقَه فأنكِحوهُ).