أخبار

(قبيلة السيد الوزير) (12)

في 25/10/1975م أجرى اللواء “نميري” التعديل الثاني عشر، الذي امتد فيه عمر الوزارة فقط إلى ثلاثة أشهر ونصف الشهر، وتولى رئيس الجمهورية وزارة الدفاع، واستحدث وزارة الحكم الشعبي المحلي، وفُصلت الرعاية الاجتماعية عن الصحة وضُمت إلى الشباب والرياضة، وفُصلت وزارة التموين.. وشهدت هذه الحكومة دخول أول امرأة في الوزارة، هي د. “فاطمة عبد المحمود” إلى جانب أحد عشر وزيراً آخرين، منهم أربعة ممن سبق وشاركوا في حكومات (عبود) و(مايو) نفسها، وهم: “مأمون بحيري” (عبود الثانية)، اللواء “محمد الباقر” (مايو الثامنة)، د. “عوض الشريف قاسم” (مايو الثامنة) والرائد “زين العابدين محمد أحمد عبد القادر”، بالإضافة إلى سبعة وزراء جدد هم: “كرار أحمد كرار”، “أتون داك”، “محمد توم التجاني”، “أحمد عبد الحليم”، “بدر الدين سليمان”، “مزمل سلمان غندور” واللواء “مبارك عثمان رحمة”.. وبلغ عدد الوزراء (29) وزيراً.
نبدأ التعريف بالقادمين لهذه القبيلة التي استظلت باسم السيد الوزير!!
{ السيد “كرار أحمد كرار”.. من قبيلة الجعليين الذين استوطنوا مدينة (الروصيرص).. أكمل دراسته بجامعة الخرطوم كلية الآداب.. ثم التحق بالسلك الإداري في وظيفة نائب مأمور.. ثم عمل نائباً للأمين العام لمجلس الوزراء قبل ثورة (مايو).. ثم أصبح وكيل وزارة التعاون والتنمية الريفية.. ثم أصبح وزيراً للحكم الشعبي المحلي.. ثم عُيّن حاكماً للإقليم الأوسط.. ثم كلّفه الرئيس “نميري” ليكون مقرراً للجنة تطوير الجزيرة أبا، وكان ذلك بعد أحداث الجزيرة أبا.
{ الأستاذ “أحمد عبد الحليم”.. من أبناء مدينة (مدني).. درس بجامعة الخرطوم كلية الآداب، وابتُعث إلى لندن حيث نال شهادة عليا.. ثم عاد ليعمل في جامعة الخرطوم وتحديداً في كلية الدراسات الإضافية.. وكان في الجامعة أحد ركائز الثقافة الوطنية، واسع الإطلاع، دمث الأخلاق، صاحب قدرة فائقة في البحث والاستقصاء واختزال المطولات في كبسولة يسيرة الهضم والفهم.. اكتشفه “نميري”، ثم اكتشف به قارة ومنتجع مؤتمرات.. بدأ في 25/10/1975م وزيراً للإعلام والثقافة حتى 10/2/1976م.. ثم انتقل إلى الحزب الاتحادي الاشتراكي.. ثم عُيّن سفيراً في النمسا ثم مصر.
{ “بدر الدين سليمان”.. من (بحر أبيض) كما تسمى هذه المنطقة.. من (الكوة).. سليل الشيخ “حامد أبو عصاية”.. جامعة الخرطوم ثم جامعة القاهرة بمصر.. درس القانون وبرع في الاقتصاد.. بدأ بالسلك الإداري ثم التحق بمكتب “مبارك زروق” وعمل مستشاراً قانونياً.. وهو أحد المثقفين السودانيين الذين يدمنون القراءة الصعبة، واختار المهنة التي إن لم يواظب صاحبها على الإطلاع فقد نصف قضاياه التي تقتضي حصافة المرافعة، وهي مهنة المحاماة.
بدأ في أكتوبر 1972م رقيباً لمجلس الشعب الأول (هذا ابتداع مايو لزعيم المعارضة)، وأصبح عضواً في المكتب السياسي في أكتوبر 1972م، وأصبح يصنع السياسية والأحداث.
في 25/1/1975م أصبح وزيراً للصناعة، واستقال في فبراير 1977م وظل بالمكتب السياسي.. في يوليو 1979م، أصبح وزيراً للمالية والاقتصاد الوطني.. ثم أصبح مستشاراً لرئيس الجمهورية.. ثم أميناً أول للجنة المركزية.. ثم عُيّن وزيراً للصناعة في الإنقاذ ومستشاراً ومفوضاً للسودان للانضمام إلى التجارة الدولية.. وكانت (كنانة) بنته البكر!!
{ “محمد توم التجاني”.. من أبناء (بارا).. والده أول سائق للترام، وكان كثيراً ما يتحدث عنه.. تخرج في جامعة الخرطوم كلية الآداب.. ثم عمل بوزارة التربية والتعليم قسم المناهج ببخت الرضا، ثم بتعليم الكبار ومحو الأمية، ثم بالمعهد الفني حيث أنشأ قسم الدراسات الإضافية التي تمكن من خلالها عشرات الطلاب من مواصلة تعليمهم الجامعي.. ثم أصبح عميداً لمعهد المعلمين العالي.. وهو من أقطاب نادي الهلال وقدم برامج عدة أهمها برنامج (ظلال) مع الأستاذ “حسن أبشر الطيب”.. ثم وزير دولة بوزارة التربية والتعليم.
{ اللواء “مزمل سلمان غندور”.. من خريجي الدفعة الأولى بالكلية الحربية، وكان أول الدفعة.. ثم التحق بجامعة الخرطوم ومنها ذهب إلى الكلية الحربية.. ثم عمل في سلاح المهندسين، وشهد أحداث (توريت).. ثم عمل بالمكتب القانوني بالقيادة العامة.. ثم أصبح المستشار القانوني للمحاكم العسكرية، وأنجز كتابه (الوجيز) الذي أصبح مرجعاً أساسياً للمحاكم العسكرية.. ثم عمل ملحقاً عسكرياً.. ثم وزيراً للداخلية.. ثم سفيراً.
{ اللواء “مبارك عثمان رحمة”.. من أبناء (الرباطاب) وأبناء (أم درمان).. التحق بالكلية الحربية الدفعة الثالثة وكان ثاني الدفعة التي كان أولها الملازم “عوض أحمد خليفة”.. عمل بسلاح الهجانة ثم بالولايات الجنوبية.. ثم أصبح ملحقاً عسكرياً بموسكو قبل مايو.. ثم أصبح وزيراً للتعدين.. ثم سفيراً بالصين.
{ د. “فاطمة عبد المحمود”.. من قرية (السروراب).. درست في الاتحاد السوفيتي وتخرجت طبيبة.. ثم عملت بوزارة الصحة.. وهي أول وزير دولة بالرعاية الاجتماعية.. ثم أصبحت وزير الشؤون الاجتماعية واستمرت حتى 29/5/1977م.. ثم أصبحت أمين المرأة بالاتحاد الاشتراكي!!
في 9/8/1976م أجرى اللواء “نميري” التعديل الثالث عشر، الذي ظل بمقتضاه الوزراء وزراء حتى 9/8/1976م، وشمل (41) وزيراً.. نعم (41) وزيراً.. ودخل من الوزراء الجدد (23) وزيراً هم: “محجوب مكاوي”، “فرانسيس دنيق”، “الشريف الخاتم”، “عثمان هاشم عبد السلام”، “نصر الدين مصطفى”، “بشير إبراهيم إسحق”، “هارون العوض”، “عز الدين الحافظ”، “إسماعيل حاج موسى”، “خالد حسن عباس” (مرة أخرى وكان قد خرج من التعديل الثامن)، “مأمون عوض أبو زيد” (خرج من قبل)، “قنديل إبراهيم”، “عز الدين حامد”، “اندو ويو”، د. “محمد الشاذلي عثمان”، “عبد الرحيم مكي”، د. “أمين أبو سنينة”، “صغيرون الزين صغيرون”، “علي محمد شمو”، الفريق “بشير محمد علي”، “عباس عبد الماجد”، “دفع الله الحاج يوسف” و”الرشيد الطاهر”.. انظر وتأمل هذه الكوكبة المختارة بعناية وتمحيص.
وخرج من الوزارة (11) وزيراً هم: “جمال محمد أحمد”، “كرار أحمد كرار”، “أتون داك”، “محمد توم التجاني”، “أحمد عبد الحليم”، “النذير دفع الله”، “مزمل سلمان غندور”، اللواء “محمد الباقر”، “عبد الله الحسن الخضر”، “فيصل محمد عبد الرحمن” و”مبارك عثمان رحمة”.. انظر إلى هذه القائمة المنتقاة والمعفاة!
{ السيد “محجوب مكاوي”.. من الجعليين واستوطنوا (الكلاكلة).. درس بكلية غردون كلية الآداب.. ثم عمل معلماً بوزارة التربية والتعليم.. ثم التحق بالسلك الدبلوماسي وتدرج فيه حتى أصبح سفيراً.. ثم أصبح وزيراً للخارجية.. وإبان انعقاد مؤتمر القادة الأفارقة كان هناك في (موريشص) ووقع الغزو الذي سمي بـ(المرتزقة)، وظل هناك حتى وصل “نميري” إلى المؤتمر! ثم عادا معاً إلى أرض الوطن.
{ “الشريف الخاتم”.. من (كركوج)، وهو صهر الشيخ “محمد الأمين الخاتم” و(عديل) “الرشيد الطاهر”.. درس بجامعة الخرطوم كلية الآداب (كانت كلية الآداب تشمل أيضاً كلية الاقتصاد).. ثم ابتُعث إلى الخارج وعاد ليعمل بوزارة المالية حتى تم اختياره وزيراً للحكم الشعبي المحلي.
{ السيد “عثمان هاشم عبد السلام”.. من أسرة الهاشماب ومن أسرة نجيبة فيها الأطباء المتميزون.. درس بجامعة الخرطوم كلية الاقتصاد.. نال درجة الدكتوراه بأمريكا.. ثم عمل بالبنك الدولي، وتم تعيينه وهو يعمل هناك وزير دولة بالمالية والتخطيط والاقتصاد.. ثم عاد مرة أخرى للعمل بالبنك الدولي.
{ السيد “بشير إبراهيم عثمان إسحق”.. وهو ابن السيد “عثمان إسحق” أول وكيل لوزارة التجارة.. درس السيد “بشير” بأم درمان ثم جامعة الخرطوم.. ثم سافر للدراسات العليا بالخارج وعاد موظفاً بوزارة المالية حتى تم تعيينه وزير دولة بوزارة المالية والتخطيط والاقتصاد.. ثم أصبح مسؤولاً عن إدارة الأقطان.
{ السيد “هارون العوض”.. من أبناء (القطينة)، (بحر أبيض).. تلقى تعليمه بالقطينة ثم حنتوب، ثم جامعة الخرطوم حيث التحق بعد تخرجه بوزارة التجارة وظل يعمل بها حتى أصبح وكيلاً.. ثم اختاره الرئيس “نميري” وزيراً للتجارة والتموين.. ثم عمل بالغرفة التجارية.
{ د. “أمين أبو سنينة”.. من أبناء (الرباطاب).. درس في مصر كلية البيطرة والتحق بوزارة الزراعة، ومنها ابتُعث إلى الخارج للدراسات العليا.. ثم عاد للعمل بوزارة الزراعة.. وأصدر الرئيس “نميري” قراراً بتعيينه ضمن هذه الوزارة وزير دولة للصناعة.
{ مهندس “صغيرون الزين صغيرون”.. تخرج في كلية غردون مهندساً مدنياً ونال عدة دراسات عليا.. هو من الرعيل الأول الذي أسس وزارة الري وأشرف على جميع المنشآت التي تخص وزارة خزان الروصيرص وخزان خشم القربة.. ثم أصبح وزيراً للري والقوة الكهربائية والمائية.
{ السيد “علي محمد شمو”.. درس بالمعهد العالي ثم ذهب إلى مصر وأكمل دراسته.. ثم ذهب في بعثة إلى أمريكا حيث درس بجامعة (سيراكوز) وجامعة (أنديانا).. ثم أثناء عمله بمصر عمل بإذاعة (ركن السودان).. ثم عاد للعمل في الإذاعة.. ثم أصبح مديراً للتلفزيون.. (هو من أنشأ هذا الصرح الذي بلغ قبل أيام الخمسين من العمر).. ثم أصبح وكيلاً لوزارة الإعلام.. ثم أصبح وكيل وزارة الإعلام بالإمارات العربية المتحدة.. ثم عُيّن وزير دولة للشباب والرياضة.. ثم وزيراً للثقافة والإعلام مرتين.. ثم أصبح الأمين العام للمجلس القومي للرياضة الجماهيرية.. ثم تم تعيينه وزيراً للإعلام في أول وزارة شكّلتها الإنقاذ.
{ الفريق “بشير محمد علي.. من أبناء (القطينة).. تخرج في الكلية الحربية الدفعة (5) ثم عمل بسلاح المدرعات.. وأحيل للاستيداع بعد انقلاب “علي حامد” ورجع يعمل بقسم العلاقات الخارجية.. ثم أعادت له ثورة (مايو) أقدميته وأصبح قائداً عاماً، ثم وزيراً للدفاع.
{ السيد “عباس عبد الماجد أبو علي”.. من الجعليين منطقة غرب (شندي).. درس بكلية الزراعة جامعة الخرطوم.. ثم واصل دراسته بالخارج للدراسات العليا.. ثم عمل بوزارة الزراعة وأصبح مدير مصلحة استثمار الأراضي.. وتم تعيينه وزير الزراعة والأغذية والموارد الطبيعية.
{ “دفع الله الحاج يوسف”.. من العركيين.. درس بجامعة الخرطوم كلية القانون، والتحق بالسلك القضائي قاضياً، وعمل لفترة ثم استقال، وعمل بالمحاماة بمكتب السيد “محمد أحمد محجوب”.. ثم عُيّن وزيراً للتربية والتعليم.. ثم أصبح رئيساً للقضاء.
{ السيد “الرشيد الطاهر بكر”.. من أبناء (القضارف).. درس بجامعة الخرطوم كلية القانون، وعمل محامياً.. وكان من قادة الإخوان المسلمين، ثم اختلف معهم وانضم إلى الحزب الوطني الاتحادي.. ثم اشترك في انقلاب “علي حامد” وحُكم عليه بـ(10) سنوات سجناً قضاها.. ثم عاد إلى الحزب الاتحادي الديمقراطي.. ثم أصبح رئيساً للوزراء.. ثم رئيساً لمجلس الشعب الرابع.. ثم مساعداً لرئيس الجمهورية.
{ “إسماعيل حاج موسى”.. من مواليد (الأبيض).. درس بـ(خور طقت) ثم جامعة الخرطوم كلية القانون.. ثم سافر إلى فرنسا للدراسات العليا ونال درجة الدكتوراه في علم الاجتماع.. ثم أصبح وزير دولة بوزارة الثقافة والإعلام.. ثم وزيراً للإعلام.. ثم في معهد الدراسات الفكرية.. ثم عاد للعمل في المحاماة، والتحق بالمجلس الوطني ومجلس الولايات.. وأصبح نائب رئيس مجلس الولايات.
أواصل..

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية