نوافذ

أعيدوا لنا الوطن الأخضر

أنا الآن أشتهي ذلك الوطن الذي تركت لأجله البلدان …
أشتهي الهدوء الذي يتجاوز الضجيج…والأمان الذي يتسرب عبر الأفق ويسكن القلب ويسكِّن الروح…
أشتهي أن أنام وليس ثمة ما يشوب العقل من صور لأبناء الوطن قتلى أو جرحى …
ليس ثمة جرح يخترق القلب …
وليس ثمة حزن دام في قلب إحدى الأمهات….
أشتهي أن أعبر الحي وأجد كل الكناتين القريبة ورائحة( الطعمية) تتحرش بحاسة شمي وتجبرني على الامتثال لأمرها….
أن أشتري الخبز بلا صف…
الوقود بلا صف….
أن أعبر عن رأيي بلا خوف….
وأن أتحدث عن وطني بفخر كلما جمعني القدر بالغرباء الذين يظنون أن هذا الوطن ليس إلا معترك….
هم لم يروا جبل مرة بطبيعته الساحرة…
ولم يقفوا على منارة جزيرة سنقنيب ليمتعوا بصرهم بألوان البحر الأحمر المتعددة…
هم لم يزوروا توتيل ولم يشربوا من مائه…
لم يروا القاش …
ولم يتسلقوا البركل..حيث الحضارة الخالدة…
ولم ولم ولم….
رجاءً
أعيدوا لنا الوطن الأخضر…
أريد وطني…
بدفئه وأمنه …
ببركته ووفرة عيشه…
نريد كرامتنا التي سلبت…حتى يرفع أولادنا جباههم كما فعل آباؤنا من قبل ….
كيف لي أن اكتب الدمع هنا…
ليس ثمة كاميرا توثق لألم القلب….
الجرح كبير…..
كبير جداً….

مشاركة

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية