الديوان

الاستشارات والـ(اسكرين شوت) عبر (قروبات الفيس)…أقصر الطرق لـ(خراب البيوت)

حالات طلاق عاجلة..تهديد الاستقرار الأسري..وإفشاء للأسرار الشخصية

الخرطوم: رباب الامين
لم تخل القروبات النسائية من نوافذ الاستشارات المتعددة وغالبيتها تناقش الجانب العاطفي حيث يتم نشر الاستشارة برقم ثم كتابة القسم (النسائي) وتقسم (أنك بت ومحتاجة للرد)… هذه الاستشارات زعزعت أمن الأسر وسعت لتفكيكها بطرق غير سليمة ووصل بعضها إلى (خراب بيوت).
رغم فوائد النصح التي يقدمها الأعضاء لصاحبة الاستشارة إلا أن البعض يحولها إلى أسكرينات لتنتقل أيضاً إلى القروبات أخرى ومنها تبدأ مشاكل(خراب) البيوت:
من قلب الأحداث:
(ك.م) ذكرت في إحدى استشاراتها بأن زوجها مقيم خارج السودان ويهملها دائما لا يبارك لها العيد ، يكتفي بأن يتحدث مع أبنائه فقط ، موضحة بأن قلبها لم يسلم من سهام (الشك) ويقول ليها ( راجلك متزوج عليك).
لم تمر ساعة على الاستتشارة حتى انهالت التعليقات السلبية التي طلبت منها الطلاق العاجل قائلين (تصرفاتو تصرفات راجل متزوج من وراك).
في السياق هناك جانب آخر من الاستشارات (التنمر والتشتم) يطلق عندهن بـ(الردح) تنشر عبر الادمن دون توضيح اسم العضوة الحقيقية وفي هذا الجانب يتم نشر تفاصيل نقاش بين اثنين مما يعرف بـ(تصفية الحساب) ثم يطلبون من الطرف الآخر الحضور خلال ساعة أو حسب المدة المحددة وإن لم تحضر تهدد بنشر صورتها عبر المواقع الأسفيرية.

عينك في الفيل تطعن في ضلو:
فتاة أخرى تشتكي من حماواتها في العلن قائله(عارفاهم قاعدين هنا) ، الأمر الذي خلق فجوة سالبة في نفوس كثير من نساء الأخوان داخل القروب.
” أمامة الصادق” ذكرت في حديثها لـ(المجهر) بأن هذه الاستشارات تفضح ما يحتويه البيت السوداني وغير آمنة حيث تنشر (القوالات) بين الحموات (عينك في الفيل تطعن في ضلو).

ضحايا الاسكرين:
بعض من الفتيات كن ضحايا لعملية (نقل الاسكرين شوت) وهو تصوير للتعليق ونشره في عدد من القروبات ، فتاة فضلت حجب اسمها لـ(المجهر) قالت (علقت مع صديقاتي في أحد المواضيع النسائية إذ تحولت تعليقاتي لتنشر في قربات كان زوجي عضواً فيها ، عندما استرجع كتابة الاسم ظهرت له صفحتي الشخصية بصورة ابنه فوصلنا درجة كبيرة من النقاش ومنعني من مواقع التواصل الاجتماعي كفترة تأديبية).
كذلك ” ع.هـ” بعد نشر تعليقاتها تمت مضايقتها في الخاص بصورة سيئة قائلة(أسرعت بتغيير اسمي وبروفايلي ولكنني لم أسلم من حديث (بعض الذين يعتقدون القروبات النسائية منابر للرذيلة).
آلاف المتابعات:
وصل عدد الأعضاء عبر قروب (الردمية 269ألفاً) بينما كان عدد عضوية القروب المنافس منبرشات (688)ألفاً، وهي قروبات نسائية خاصة يتم فيها مناقشة كثير من القضايا الأسرية والخاصة وبشكل مفتوح يصل أحياناً إلى جرأة كبيرة جداً قد تتسبب في كثير من المشاكل لبعض الفتيات..وتعمل فيه أيضاً خاصية (الاسكرين شوت) التي تنتقل بالتالي إلى قروبات أخرى ما قد يضع بعض التعليقات في مواقف محرجة للغاية .
حكاوي القانون:
بينما تنشر يومياً آلاف الاستشارات في كلا من القروبين ، استقبلت محكمة الأحوال الشخصية الكثير من القضايا التي كان سبباً مباشراً فيها (قروبات التواصل الاجتماعي).
ومنها ( بأن زوجة طلبت من زوجها الطلاق بعد رفضه شراء الثياب التي عرضت في منشور معين وحجة الزوج بأن هذه الثياب تفوق قدرته المادية بينما أصرت زوجته على الطلاق لأنه لا يوفر لها الأمكانيات لمقارنة صديقاتها كنوع من البوبار.
أيضاً ( زوج طلق زوجته لأنها تهمل أطفاله وتنشغل بالفيس والواتساب).

قال القانوني ” مجاهد عثمان” في حديثه لـ(المجهر) إن المضار الأساسية من القروبات النسائية الأسفيرية هي الإهمال في واجبات المنزل بالنسبة للزوجة والمقارنة بين حياة الاخريات مثل قروب (بوبارات) كل هذه الأسباب تؤدى إلى الطلاق.
أضاف “عثمان” بأن هناك جانباً مظلماً يتمثل في الشق الجنائي وقانون جرائم المعلوماتية والإساءات المتبادلة والصور تعتبر إشانة سمعة.
أما نشر الاستشارات الأسرية فإنها جريمة لما تحمله من دمار أسري يعاقب عليها القانون ،تصل العقوبة إلى السجن لمدة عامين.
اختتم قائلاً( الأشياء التي سبقت مجرمة قانوناً وطالما تتم عبر وسائل الانترنت تخضع لقانون جرائم المعلوماتية أيضاً يجوز القانون فيها التعويض والغرامة).
رأي علم النفس:
بلهجة شديدة نفي الأخصائي النفسي ” يوسف محمد” صحة العلاجات التي تقدم لاستشارات القروبات، مبيناً أن الذين ينشرون الحلول ليسوا مختصين في علم النفس، وقال إن طبيعة العلاج النفسي يكون في أرض الواقع تنظر للمريض وتدون لغة جسده ولغة العيون.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية