أخبار

أسامة والروصيرص (2)

{ استفاد “أسامة عبد الله” من الأخطاء التي صاحبت توطين المتأثرين من سد مروي واكتنز في جعبته خبرة كبيرة في التعاطي مع مطالب المواطنين، والرجل في تجاربه العملية ظل بعيد جداً عن عامة الناس أشواقهم طموحاتهم، تفكيرهم، وظل قريباً وفاعلاً في أوساط النخب من طلاب الاتجاه الإسلامي في الجامعات ومن الصفوة التي نالت تعليماً جامعياً وفوق الجامعي من خلال تنظيمات الإسلاميين الشبابية، وأكسبته تجربة سد مروي خبرة ومعرفة سكبها في مشروع توطين المتأثرين من تعلية خزان الروصيرص، ولم يعلُ حتى اليوم صوتٌ من الأهالي مطالباً بحق يراه قد هضم، واستقرت آلاف الأسر في مشروعات إعادة التوطين التي بدأت عام 2008م في إنشاء (12) مدينة سكنية (7ً) في الضفة الشرقية و(5) في الضفة الغربية، وشيدت ثلاثة آلاف قطعة سكنية للمتأثرين في مساحة (400) متر في شكل بلوكات أو مجمعات صغيرة يتألف كل مجمع من (40) منزلاً وخدمات تعليمية، حيث شيدت حتى الآن (4) مدارس أساس بنين وبنات وعدد (2) مدرسة ثانوية بنات وبنين ومسجد وخلوة ومستوصف ووحدة إدارية ومركز شرطة ونيابة، وعلى الضفتين بلغ عدد المنازل (22) ألف منزل بعدد (12) مدينة وجميع عدد المدارس التي أنشأت بلغت (28) أساس و(4) ثانوي و(10) مراكز صحية، وهذه المشروعات التي نفذت في غضون عامين أحدثت رضاً كبيراً جداً وسط القاعدة وهي من أسباب هزيمة التمرد وإفشال خطابه السياسي التحريضي في المنطقة.
{ مشروع تعلية خزان الروصيرص يمثل أول خطوة في الاستفادة من حصة السودان من مياه النيل التي لم تستغل في كل سنوات الحكم الوطني، وبافتتاح المشروع غداً تصبح أراضي كنانة والرهد صالحة للزراعة بتوفير المياه إضافة إلى زيادة التوليد الكهربائي بنحو (40%) من الإنتاج الحالي وارتفاع السعة التخزينية للمياه من (3) مليارات متر مكعب ، وبذلك يصبح مشروع تعلية خزان الروصيرص الذي يفتتح غداً (الثلاثاء) بمثابة ثاني أكبر مشروع في السودان لتوفير الطاقة بعد سد مروي.
{ إنجازات الإنقاذ في المشروعات الكبيرة وقهرها للصعاب وسيرها في حقول الألغام دون خوف وفزع جعلها قريبة من مواطنيها وقد (غفر) الشعب السوداني للإنقاذ خطيئة فصل الجنوب عن الشمال بإنجازها لمشروعات مثل سد مروي وتعلية خزان الروصيرص وخروج البترول وأخيراً حصاد الذهب، وحينما يتحقق إنجاز المشروعات الكبيرة في حقبة قلة المال وشح العملات الصعبة يصبح للإنجاز طعمٌ آخر، وبعد ذهاب بترول الجنوب الذي وضع السودان الموحد على مقربة من دخول نادي الأوبك ساد اعتقاد بأن السودان لن يعود قريباً لتصدير البترول ولكن حقل “البرصاية” و”حقل الزرقة أم حديد” فتحا أشرعة الأمل لزمن جميل قادم من ركام الأسى إلى فجر جديد، فإن مشروع تعلية سد الروصيرص وإنجازه في بدايات العام 2013م يشحذ الهمم لمشروعات أخرى تنتظر الإرادة الوطنية وتحقيقها ومشروع سد الروصيرص يمثل نسب الإنجاز لشخص واحد ظلماً لآخرين، ولكن تبقى كفاءة القائد وتوظيف القدرات والتخطيط الجيد للمعركة هو المدخل للانتصار.. و”أسامة عبد الله” هذه الأيام في مقام قائد العملية الناجحة ينتظر أن تضع القيادة في عنقه وساماً يستحقه وشكراً هو أهل له.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية