أسامة الرصيرص (1)
حينما صدرت (المجهر) في إبريل من العام الماضي تجاوزت الصحيفة أسوار عصية واختارت الخوض في المسكوت عنه واستعرضت سيرة أسماء في الإنقاذ والمؤتمر الوطني والحركة الإسلامية مرشحة لخلافة البشير في منصب رئيس المؤتمر الوطني لخوض الانتخابات الرئاسية القادمة ومن بين الأسماء التي رشحتها الصحيفة لخلافة البشير من التيّار الشبابي أو الجيل الثاني لقيادات الإنقاذ أسامة عبد الله محمد الحسن وأبدى البعض امتعاضاً من مجرد تناول سيرة أسامة ومجرد ترشيحه لمنصب كبير ولخلافة قيادة كبيرة مثل البشير رغم أننا رشحنا فوق أسامة قيادات أخرى كالأستاذ علي عثمان محمد طه كمرشح أول و د.نافع علي نافع كمرشح ثاني والفريق أول عبد الرحيم محمد حسين واللواء كمال عبد المعروف وعلي كرتي ود.الحاج آدم يوسف واليوم حينما يستعد السودان للاحتفال في الرصيرص عمق النيل الأزرق والمنطقة التي شهدت قبل عام ونصف العام تمرداً عسكرياً لحاكم النيل الأزرق مالك عقار لكن القوات المسلحة حسمت التمرد في أيام محدودة فإن المشروع الذي يحتفل به السودان يوم بعد غد الثلاثاء هو ثمرة لأداء وزير واقعي جداً لا يتحدّث لوسائل الإعلام إلا عند الضرورة القصوى لا يهتم كثيراً بالتواصل مع دوائر غير التي له صلة مباشرة بها.. يؤثر الصمت الشديد يتواضع لحد وصفه بالاستهزاء بموقعه الرسمي.. لم يتهم في تاريخه الشخصي بكنز ذهب وفضة وتلويث ثيابه بالمال العام..
أسامة عبد الله شخصية نادرة مثيرة للجدل بعض الذين اكتشفوا خصائصه وشخصيته يعتبرونه شيخاً طاعته واجبة والوفاء له فرض عين وآخرون ينظرون إليه بريبة ولكنهم يخافونه ويخشونه!! ولا يجرؤ أحدهم على الجهر بما يقوله سراً عن أسامة!!
{ غداً تخرج ثمرة أخرى لنجاحات أسامة عبد الله فالمشروع الذي ظل (معلقاً) على رقبة الإمكانيات والقروض.. كانت تعلية خزان الرصيرص شعاراً انتخابياً للحزب الاتحادي الديمقراطي فيما قبل مايو.. وورقة تلاعب بها حزب الأمة وأماني ووعود لحكومة مايو حتى ذهبت وكان السيد الصادق المهدي يعتبره أولوية لحكومته بعد انتخابه رئيساً للوزراء عام 1986 وحتى غربت شمس حكومته ظل السيد الصادق يتحدث عن تعلية خزان الرصيرص.. وتعاقب في عهد الإنقاذ على وزارة الري د. أبو شورة وكمال علي محمد.. وأنجزت الإنقاذ مشروعات البترول وتحديث المدن وشبكة الطرق، وحينما اتجهت لإنشاء سد مروي وضع أسامة عبد الله في وجه العاصفة.. وخاض السياسي الواقعي معركة بناء السد من خلال ثلاث جبهات أولها الحصول على المال من الجهات الأجنبية والصناديق العربية والإسلامية وهي معركة طويلة ومرهقة لكل أجهزة الدولة من الرئاسة حتى وزارة الخارجية ثم خاض معركة التعويضات للمتأثرين بقيام السد وواجه في هذه المعركة بعض قيادات حزبه وحكومته ثم المعركة الأخيرة وهي غير معلنة وأقرب لمحاربة (شبح) في الظلام مع الذين لا يطيقون إنجازاً لأسامة عبد الله لأي مشروع من شأنه الارتقاء به (أفقياً) وسط القاعدة الجماهيرية (ورأسياً) على صعيد التنظيم والدولة..
ولكنه تجاوز المعضلات الثلاث وذلك لثلاثة أسباب أولها ثقة الرئيس والنائب الأول في قدرة أسامة على الإنجاز ثانياً الهمة والنشاط والحيوية كصفات شخصية وثالثاً النفوذ الواسع داخل الدولة مما جعله قادراً على تطويع أي إمكانيات لصالح المشروعات التي يتولى تنفيذها.. نواصل.