أخبار

دلالات حدث!!

هل تغيير اسم منطقة ما يؤدي إلى نشوب نزاع؟ ولماذا تبدل أسماء المناطق والمعالم التاريخية لمجرد خروج معدن من باطن الأرض؟! يوم الخميس الماضي أضافت وزارة البترول ستة آلاف برميل من النفط الأسود إلى خزينة دولة كانت غنية ثم أصابها الفقر، والأيام بين الشعوب دول من سره زمان ساءته أزمان.. السودان كان يباهي بعدد (350) ألف برميل في اليوم هو جملة إنتاجه من البترول، فأصبح اليوم يكد ويكدح من أجل بلوغ (100) ألف برميل من البترول.. وعاد د. “عوض الجاز” إلى حقوله القديمة يضع (البرنيطة) على رأسه ويرتدي (الأبرول).. وشباب السودان في الحقول (شُعث، غُبر) يبتغون النجاح..
{ حقل (البرصاية) قرب عاصمة غرب كردفان العائدة، بدأ إنتاجه بستة آلاف برميل في اليوم، وقبل افتتاح الحقل أثار أهل المنطقة قضية عادلة موضوعية جداً عن الأسباب التي دفعت وزارة البترول إلى تغيير وتبديل اسم المنطقة من (البرصاية) إلى (النجمة).. للشعوب ثقافاتها وعاداتها وتقاليدها وتاريخها، وفي ثقافة تلك المناطق ما (النجمة) إلا شعار للحركة الشعبية رفعته في سنوات القحط السياسي والجفاف الذي ضرب المنطقة، حينما خيّرت الحركة الناس بين التصويت للنجمة أو الهجمة.
والنجمة هي مرض قاتل يصيب الحمير والخيول، ولا مدلول لاسم النجمة في أعراف وثقافة وتقاليد المنطقة.. حينما اعتلى منصة الخطابة معتمد محلية السلام رفع صوته عالياً وقال هذه المنطقة أسمها (البرصاية)، لكن “الزبير عثمان” مقدم الاحتفال كان مصراً على إطلاق اسم (النجمة) على الحقل، والرجل نزل ضيفاً على شركة (استار)، وظن أن الوفاء يتطلب كسر عنق الحقيقة وغير مهم عنده مشاعر الناس.. ووقف د. “عوض الجاز” في المنطقة الوسطى بين (النجمة) و(البرصاية) حتى قطع “علي عثمان” الشك باليقين وقالها داوية شقت صمت أهل المنطقة (هذه منطقة البرصاية وهذا حقل البرصاية)، ليرتفع صوت الجماهير ويضفي “عثمان” على الشفاه التي تحجرت ابتسامة رضا، وحينما يقف القائد السياسي مع رغبات وأشواق شعبه يسمو ويرتقي مقاماً عليا.
{ “علي عثمان” رجل دولة منصف وعادل في أحكامه، ومستقيم في سلوكه.. لم (يتلجلج) ساعة المحنة والشدة.. صبور على المكاره.. صارم القسمات ساعة الحسم، له في بنك الجماهير رصيد، وحينما لعب “أحمد هارون” (باص) الولاية القاتل وقبل دقيقة من نهاية المباراة أحرز “علي عثمان” هدفاً بإعلان عودة ولاية غرب كردفان، ليضيف إلى ابتسامة أهل (البرصاية) ابتسامة كل مناطق دار حمر ودار المسيرية ونصف جبال النوبة.
{ ثمرة زيارة الخميس القصيرة لمحلية السلام بغرب كردفان، عودة حق، وابتسامات رضا، وتفجير طاقات، وإضافة (6) آلاف برميل من الوقود والرصيد النقدي إلى خزينة “علي محمود”.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية