أخبار

(سماحة).. (أبيي) جديدة!!

{ على درب أبيي.. تمضي قضية سماحة.. ذات الأخطاء المنهجية في التعاطي مع القضية.. التهديد والوعيد.. تنازل الدولة السودانية عن أرضها وقضيتها وجعلها قضية (قبيلة).. استثمارات خاسرة في ولاءات بعض منسوبي القبيلة.. الزج بالقضية في مساومات تم نقلها لمحاكم وتحكيم دولي.
{ حينما بدأ التفاوض حول أبيي أخذت الحكومة على عاتقها تصغير القضية عملاً بنصيحة بعض العباقرة رفضوا تماماً جعل القضية قومية لكل السودان، مثل حلايب التي دافع عنها السودان ولم تترك للبشاريين، ومثل قضية الفشقة التي لم يتولَ الدفاع عنها الشكرية.. لكن بشأن أبيي نزعت القضية من ولاية جنوب كردفان الحديثة ومن كردفان الإقليم، وقالوا إنها قضية المسيرية وحدهم.. سال لعاب بعض السياسيين للأسفار والترحال من عاصمة لأخرى ومع الأسفار يحصدون الدولار، واتخذ آخرون من استنفار المقاتلين تجارة يكنزون بها الذهب والفضة ويكثرون من زواج الحسان وتعدد  طوابق البناء.. ويتقربون بأبيي من صناع القرار وما دري هؤلاء أنهم بذلك المنهج المختل يحفرون عميقاً لأرضهم وذهبت قضية أبيي إلى لاهاي برضا قيادات المسيرية جميعاً.
{ انتهت قضية أبيي بوصولها مجلس الأمن، وأضحى مصيرها في أيدي الولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا والصين وروسيا.. (يتعلق) السودان بعلاقاته مع الصين وروسيا بحثاً عن حق كان بين يديه وضاع بسوء التدبير وبؤس التقدير.. والآن (تولد) من رحم الأزمة أبيي جديدة بذات الطريقة الفطيرة، وتمضي قضية (سماحة) إلى مستنقع أبيي بإرادة السودان الدولة و(بإخراج) قيادات من قبيلة الرزيقات (يمشون) بقضية سماحة على درب أبيي!! الوزير “حسبو محمد عبد الرحمن” يطلق التصريحات عن قتال أهله لدولة الجنوب وحشدهم آلاف المقاتلين، وهي تصريحات ومواقف تمليها على (حسبو) استحقاقات الوظيفة الوزارة لا مصالح أهله في العيش الكريم وحفظ نفوسهم من الهلاك في حرب جديدة ما ينبغي للرزيقات أن يجعلوا أنفسهم وقوداً لحرب مع دولة معادية تتصرف بجنون مثل دولة الجنوب!!
{ في الأسبوع الماضي حطت طائرة الوزير “حسبو” والوزير “الصادق محمد علي” في تخوم دار الرزيقات من أجل (سماحة) التي هي في الأصل اسمها (سفاهة)، ومن اسمها تستمد تلك المنطقة سلوكها.. كانت في الماضي منطقة (سفاهة) سوقاً يجمع الرزيقات وبدو الشمال بدينكا ملكال، وحينما ذهب الجنوب إلى سبيله تم الزج بها قسراً من جهة الجنوبيين كمنطقة متنازع عليها.. وهي غير ذلك منطقة شمالية أحرى بحكومة السودان الدفاع عنها والموت في أطرافها، لا أن تترك لأبناء الرزيقات لتنوب القبائل عن حكومة السودان، وحينما تسترد الأرض وتخرج خيرات ما بجوفها لا ينال السكان المحليون حتى فضيلة الاسم التاريخي، وقد طمست وزارة النفط كل أسماء مناطق الاكتشافات البترولية حتى لا تتزين تلك البقاع بشرف لا تستحقه في نظر وزارة النفط.
{ سماحة منطقة شمالية، إما أن تتولى الدولة الدفاع عنها والتفاوض بشأنها والقتال من أجلها إذا اندلعت الحرب لا قدر الله، وإما أن تتنازل عنها، ولكن لا لعودة أبيي في ثياب جديدة، ولا لحرب يخوضها الرزيقات نيابة عن الدولة، ولا لقيادة الوزيرين القمرين النيرين (حسبو والصادق) أهليهما وعشيرتهما لمواجهة مع دولة الجنوب المجنونة غير محسوبة العواقب.. وهذا بلاغ للناظر “محمود موسى مادبو” وآخرين من بعده.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية