مسألة مستعجلة

فلتكن سلمية!!

أمس اضطر عدد من الولايات إلى تعليق الدراسة في المدارس إلى اجل غير مسمى وكذلك الجامعات، وجاءت القرارات تباعاً في أعقاب التظاهرات التي نفذها عدد من المحتجين على الأوضاع الاقتصادية والأزمات المتلاحقة.
واضح أن ولاة الولايات الذين سارعوا إلى هذا القرار، توصلوا إلى أن استمرار المدارس والجامعات فيه مخاطر على أرواح الطلاب والتلاميذ وعمليات خراب ودمار محزن قد وقعت حيث أن العديد من المرافق الحكومية باتت حطاماً تحت غضبة المتظاهرين.
القرار بكل الحسابات جاء متأخراً جداً، إذ كيف تتحرك ولاية الخرطوم والقضارف ونهر النيل وغيرها من الولايات في هذا التوقيت، أي بعد أن وقع الفأس في الرأس.. وهي تعلم مسبقاً أن هناك إشكالية خبز وبه يحيا الناس، لذلك ينبغي أن تتعامل الحكومة مع القضايا الملحة أولاً بأول حتى لا نقع في مثل هذه الإشكالات.
قرار حكومات الولايات في هذا الخصوص جيد جداً بل ممتاز سيما وأنها نظرت إلى القرار لاعتبارات المصلحة العامة، ومن واقع مسؤوليتها في حماية المواطنين.
هذه رسائل مهمة ينبغي أن تدركها الحكومة، ولكن في المقابل لا بد أن يكون هناك وعي من قبل المتظاهرين لأنهم في نهاية الأمر يريدون أن يعبروا عن وضع مختل بغرض الإصلاح ، وليس لتهديم وحرق المرافق العامة من طلمبات ومكاتب حكومية، لأنها في نهاية الأمر ملك للشعب ، يأتي المسؤول ويكون قائماً عليها وما أن تنتهي مدته ويغادرها ليأتي آخر، شاذ .
هذه الممتلكات في الأول والآخر هي ملك لمن يخرجون يثيرون التظاهرات وعمليات التخريب، فهل يخرب أي منا ممتلكاته الخاصة.. هذا سؤال مهم ينبغي أن يعيه طلاب الجامعات والثانوي والمواطنون الذين يحملهم غضب تقصير الحكومة إلى الشارع لكي يعبروا ، ولكن ينبغي أن يكون التعبير حضارياً يعزز المكاسب ولا يفقدنا القليل مما نملك.. والله المستعان.

 

مشاركة

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية