من القاهرة .. رغيف!!
{ وأنا أتجول في شوارع القاهرة، تلاحقني مشاهد الخبز الراقد بمهلة ووفرة على الطاولات.. أشكالاً وألواناً.. في كل الطرقات والبقالات ومداخل الأفران!
{ هو الخبز المدعوم من الحكومة المصرية لشعبها والمقيمين معهم من كل الجنسيات وأعدادهم بالملايين بمن فيهم السودانيون.
{ المصريون لا يقلون عن (100) مليون نسمة، والسودانيون لا يتجاوزون الـ(35) مليوناً، ورغم ذلك.. الخبز موجود بكثافة في كل مكان بالقاهرة.. وكذلك البنزين.. والجازولين.. وبالتأكيد الغاز.. لأنهم ينتجون الغاز، بينما يعاني السودانيون منذ شهور في الحصول على بضع رغيفات فيضطرون للوقوف ساعات.. صفوفاً أمام المخابز!! وصفوفاً أخرى أطول أمام محطات الوقود بمدن العاصمة المثلثة!!
{ استفزني هذا المشهد جداً، فقارنت سريعاً بين إمكانيات السودان الزراعية وثرواته الطبيعية والمائية والمعدنية والنفطية، وبين ما يتوفر للمصريين من موارد داخلية وخارجية، ليتحقق لهم هذا الاستقرار المدهش في إمدادات كل السلع والخدمات، فلم أجد مقارنة بين مقدار ما يزرعون من أرض.. وما نزرع، وما ننتج من بترول وذهب وسمسم وذرة وصمغ عربي وثروة حيوانية هائلة.
{ لا وجه للمقارنة، غير أنهم يحسنون الإدارة.. إدارة بلدهم التي يحبونها حباً مقدساً، بينما بعضنا في السودان يخرّب بلده بيديه.. طمعاً وجشعاً وأنانية مفرطة!!
{ الأزمة ليست بسبب العقوبات الأمريكية، رغم تأثيراتها على حركة التجارة وسرعة التحويلات المالية، وقد أكد على ذلك القائم بالأعمال الأمريكي في الخرطوم أكثر من مرة، عندما ذكر أن هناك مشكلات متعلقة بالاقتصاد السوداني وليس العقوبات.
{ نعم هو سوء الإدارة، كما قلت هنا يوم (السبت) الماضي، فبلادنا ليست فقيرة بما تملك من إمكانيات وما حباها الله من ثروات، ولكن كيف تدار ومن يديرها؟!