الديوان

السمسم والكركردي والفول مقابل السكر والزيت والشاي

عودة نظام (المقايضة) بعد عقود من تجاوزها بكردفان

المجهر- نهلة مجذوب
بعد عدة عقود عادت وخلافا لنظريات الاقتصاد الكلية واجتهادات “آدم اسميث” و”جون مينارد كينز” ورواد المدرسة النقدية والتقليدية والحديثة، عاد نظام المقايضة مرة أخرى إلى المعاملات الاقتصادية من خلال ولاية كردفان غربي البلاد التي تعاني من شح كبير في السيولة شأنها شأن بقية الولايات.
وأجبرت الظروف الاقتصادية الصعبة وندرة السيولة التي يعيشها مواطنو الولاية للتعامل بطريقة البدل أو ما يعرف اقتصاديا بالـ(مقايضة) وهي تبادل المنتجات لتوفير الاحتياجات اليومية من سكر وشاي وزيت وصابون وغيرها.
وبحسب علم الاقتصاد فإن نِظامِ المُقايضةِ هو نظامُ الصرف الذي يتمُّ من خلاله تبادُلُ الخَدَمات والبضائع بشكل مباشر بسلعةٍ أخرى أو خدمات أخرى دون استعمالِ وسيلةِ تبادُلٍ نقديّة كالمال.
وعلمت (المجهر) من مصادرها أن هذا النظام أصبح سائداً في كردفان بعد انعدام السيولة وعدم تمكن المودعين من الحصول على أموالهم المودعة.
وأبلغ متحدثون (المجهر) أن الحياة الاقتصادية في مدينة الأبيض أصبحت تدار بطريقة البدل عن طريق المحصولات المحلية من فول وسمسم وكركدي، باحتياجات الدكان اليومية من الزيت والسكر والشاي الأسود والصابون والخبز وغيرها.
وقال مواطن فضل حجب اسمه إنه في كثير من الأحيان يضطر للخسارة في ما يقوم باستبداله، كما أنه وغيره من مواطنين قريته يعانون شحا في توفر النقود لدرجة أنه يصعب أن يحصل فقط خلال اليوم على مائة جنيه أو الاستدانة أيضا من صاحب بقالة أو دكان للذهاب للمستشفى في حالة مرض أحد أفراد الأسرة.
ويعاني اقتصاد السودان منذ سنوات تدهورا مريعا بلغ ذروته قبل أشهر وأصبحت تزداد أزمة انعدام السيولة يوما تلو الآخر، تبعتها أزمات متكررة لانعدام الوقود والخبز وتزايد في أسعار السلع الاستهلاكية.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية