أخبار

وتتكرر فواجع الطائرات!!

صلاح حبيب

لم يمر عام وإلا هناك فاجع من فواجع الطائرات التي حصدت عدداً كبيراً من أرواح أبناء هذا الشعب الأبي، صحا المواطنون أمس وإحدى الطائرات الخردة تودي بعدد من قادة ولاية القضارف، على رأسهم السيد الوالي “ميرغني صالح”، وتكررت هذه المأساة في صبيحة عيد الفطر المبارك قبل سنوات، حينما سقطت الطائرة التي كانت تقل عدداً من الوزراء والمسؤولين إلى مدينة كادقلي لأداء صلاة العيد مع مواطني المدينة، فكانت فاجعة مازالت آثارها باقية على نفوس أهل المتوفين، وعلى الدولة التي دائما تتذكر تلك المأساة ولم تكن طائرة تلودي هي الوحيدة التي حصدت القادة، فمن قبلها راح ضحية الطيران الشهيد “إبراهيم شمس الدين” ونفر كريم من قادة القوات المسلحة، ومن قبلهم النائب الأول لرئيس الجمهورية “الزبير محمد صالح” الذي انتقل إلى الدار الآخرة مع مجموعة من أبناء هذا الوطن في مدينة الناصر، حينما سقطت بهم الطائرة في النهر، إن حوادث الطيران منذ أن حلت الإنقاذ أخذت الأخيار والسبب أن تلك الطائرات أما انتهى عمرها الافتراضي، وأما المشكلة في الطاقم الذي يقودها، فمعظم الطائرات يقودها كباتن (روس) ورغم خبرتهم الطويلة في هذا المجال، ولكن الكوارث كبيرة، ولم يسلم أحد من الأخطاء التي يرتكبونها، فكلها فواجع على أسر المتوفين، وعلى الدولة التي تفقد أعز قياداتها في تلك الحوادث، وهنا أضرب عدداً من الأمثلة لطائرات كان بالإمكان أن يروح ضحيتها مسؤولون كبار في الدولة، فاذكر العام الماضي تقريبا والطائرة التي تقل السيد نائب رئيس الجمهورية، الأستاذ “حسبو محمد عبد الرحمن” ووفده الميمون، فبعد الانتهاء من زيارة إلى الولاية الشمالية، فقبل أن تهبط بنا الطائرة بمطار مروي أن لم تخن الذاكرة إذا بإحدى إطاراتها قد انفجر وهي عند الهبوط، ولكن كابتن الطائرة وهو أجنبي الجنسية لم يوقفها فسارت الطائرة بهذا الإطار المثقوب إلى مسافة طويلة، والمطار ترابي ومليء بالحصى، كان يمكن أن يؤدي إلى كارثة، فطلب مني عدم نشر الخبر، والكابتن الأجنبي يعلم أن الطائرة بها عدد من الصحفيين، فعندما نزلنا حاول أن يغطي الإطار المثقوب عنا، ولكننا تأكدنا منه، فهذا خلل واضح كان يمكن أن تعمل الرئاسة على محاسبة من تسبب في ذلك، فإذا كتب الله للسيد النائب ووفده السلامة في هذه الرحلة، بالإمكان أن تحدث في الرحلة التي تلي ذلك، أما رحلة وزير الطاقة لإحدى ولايات الغرب أو دارفور، فاذكر أن الطائرة التي تقل الوفد وبعد أن سارت في (الرن وى) لمسافة توقفت لفترة قاربت الربع أو الثلث ساعة، ومن ثم تحركت بنا فعلمنا أن هناك خللاً في الطائرة، فعندما هبطت بنا بسلام سألنا أحد المضيفين أو أحد الكباتن، عن سبب إقلاع الطائرة مباشرة، ولماذا انتظرت كل ذاك الوقت؟ فقال لنا إن الطائرة حدث بها خلل مفاجئ إذ تعطل أحد المحركات وبعد نقاش فيما بينهم قرروا الإقلاع بنا، هل هناك استهتار أكثر من ذلك؟ يعرضون الوزراء والمسؤولين إلى الموت بهذه البساطة، وهم الذين يقررون أما وصلوا بالسلامة وأما ماتوا، وطائرة أخرى كانت تقل أيضا السيد وزير الطاقة الدكتور “عوض الجاز” فسقطت الطائرة الهيلوكوبتر وكتب الله السلامة للسيد الوزير ومرافقيه، ولكن لن تسلم الجرة، فهاهي تسقط الطائرة التي أقلت والي القضارف، الشهيد إن شاء الله “ميرغني صالح” وعدد من أعضاء وفده، نسأل الله أن يكتبهم شهداء وأن يلهم آلهم وذويهم الصبر الجميل.

 

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية