العصا لمن يفرح؟؟
التحذير الذي أطلقه الدكتور “فيصل حسن إبراهيم” نائب رئيس حزب المؤتمر الوطني لقواعد وقيادات حزبه بإعمال المحاسبة الصارمة لمن يجرؤ على التكتل منذ الآن لترشيح والٍ على أساس جهوي أو قبلي.. وذلك بعد إجازة قانون الانتخابات الذي أعاد للمواطنين حق انتخاب ولاة أمر منهم بعد أن شبعوا من ولاة (عليهم وفيهم) يأتي بهم المركز للتخوم النائية وولاؤهم لمن مهر توقيع تعيينهم وحملهم من حالة الضعف إلى القوة.. ومن محكومين إلى حاكمين.. ومن رعية إلى سلاطين تعزف لهم المعازف.. ويحيط بهم الراكعون والساجدون بأبواب السلاطين..
تحذيرات د.”فيصل حسن إبراهيم” وهو يخاطب أهم قطاعات حزبه الاتصال التنظيمي، وعلى بوابة حملة بناء شاملة لإعادة الروح للحزب دوافعها أن لا تنصرف عضوية الحزب عن الفرائض وتنشغل بالنوافل.. والفرائض بتقدير د.”فيصل” هي البناء أولاً.. بيد أن قواعد الحزب الحاكم التي غشيتها فرحة بعودة الحق المسلوب لم تفعل أكثر من إنشاء (قروبات) في وسائل التواصل الاجتماعي.. تواسي بها جراحات الاقتصاد.. والواقع البائس بزرع الأمل في النفوس التي هدها التعب.. ونال منها الإحباط.. والمؤتمر الوطني يباهي بعضويته المليونية.. وقواعده التي لا يكسرها صف خبز ولا شح بنزين على قول “عمار باشري”.. دعوها تتنفس سياسة وتتأمل (في العيش الملأ القندول) والقندول هنا.. شيء مختلف من الناشط الإسلامي “محمد جمال قندول” الذي يجمل في وسائل التواصل الاجتماعي أداء حزبه.. وفي مناخ الشح والإخفاق التنفيذي والإحساس بالضياع والخوف من المستقبل، فليدع المؤتمر الوطني عضويته حرة تكتب في الواتساب والفيس بوك.. وتويتر.. تقدم مرشحين لمنصب الوالي.. يفرح أهل الجزيرة بـ”أنس عمر”.. وينافس “حسن برقو” الأمير “أبو القاسم” و”السلطان سعد” على منصب الوالي في دار أندوكا.. ويتشبث أهل كردفان ببقاء “هارون” لدورة قادمة في مديرية اللالوب، ويحلم أهل الخرطوم بعودة المتعافي (الذي مافي) !! كما يقول الشاعر “ود إدريس” في تجلياته.. ومثل هذا المناخ الذي يفكر فيه العامة بصوت مسموع.. ويفرج الناس عن كربهم بالأمل في المستقبل، أفضل من حالة الترقب والصمت.. والكبت الذي يعقبه الانفجار.
في دولة لبنان صرخ “راغب علامة” بلهجة سياسية وغنى (طار البلد) وقدمت بعض القنوات اللبنانية الأغنية التي حاكمت النخبة اللبنانية على فشلها في إصلاح الواقع وتنفس الشعب وملأ رئتيه من كلمات الشاعر “نزار فرانيس”.. وفي الخرطوم التي تعاني واقعاً أكثر بؤساً من لبنان وأشد وطأة من سوريا واليمن وحتى الصومال.. لا يغني مطرب مقطعاً يزرع الأمل في النفوس، وحينما (يلهو) الناس بأجهزة الهاتف.. ويحلمون بالغد يقمعون بسلاح الفعل والمحاسبة.. والطرد من رحمة السلطان.. وتركهم في السهلة.. ما أسهل التخويف والردع، وما أصعب بث الأمل في النفوس (المنكسرة) دعوا الناس يحلمون بالمستقبل (اللسة سنينو طوال) ولا تقمعوا الأصوات التي تغرد بما في نفوسها وتفرج همها وغمها في حروف ترسلها لمن تحب عبر التطبيقات في الإعلام الجديد.