«باقان» يؤكد ضخ النفط ويطالب بالتحكيم في الحدود
عرض كبير مفاوضي حكومة جنوب السودان «باقان أموم»، في لقاء تلفزيوني مع قناة (روسيا اليوم) رصدته (المجهر) أمس (الجمعة)، عرض القيام بدور الوسيط بين الحكومة السودانية والحركة الشعبية قطاع الشمال التي تقاتل قواتها في جنوب كردفان والنيل الأزرق لحل أزمة الحرب سياسياً وسلمياً، وكشف عن وضع الترتيبات لإعادة استئناف ضخ نفط الجنوب وتصديره للأسواق العالمية عبر السودان بعد الاتفاق على رسوم العبور .
وتواصلت لقاءات وفد الحكومة السودانية في موسكو، برئاسة مساعد الرئيس «نافع علي نافع» ووزير الاستثمار «مصطفي عثمان إسماعيل» ووزير المعادن «كمال عبد اللطيف» ووزير العلوم والاتصالات «عيسي بشري» ووزير الدولة بمجلس الوزراء «محمد مختار» وسفير السودان بروسيا «عمر دهب». والتقى «عيسى بشري» بنائب وزير الطاقة الروسي وتباحث معه حول تطوير صناعات الوقود الحيوي وتطوير الطاقة الشمسية بالسودان. واتفق وزير المعادن «كمال عبد اللطيف» مع وزير الموارد الطبيعية الروسي على قيام شراكة إستراتيجية بين البلدين في مجال المعادن. وقدم «نافع» للسفراء العرب والأفارقة والأوربيين والآسيويين المعتمدين لدى موسكو تنويراً حول مجمل الأوضاع بالسودان وعقد جلسة مباحثات مع وزير الخارجية الروسي «سيرجي لافروف» تناولت الأوضاع بالسودان ومجالات التعاون الثنائي بين البلدين. وأعلن وزير الاستثمار «مصطفى عثمان إسماعيل» عن قيام ملتقى استثماري روسي سوداني دوري في كل من الخرطوم وموسكو.
إلى ذلك قال «باقان» للقناة الروسية: (نحن بعد انفصال جنوب السودان ناقشنا وتفاوضنا مع الحكومة السودانية لحل كل القضايا العالقة بعد الانفصال ومن ضمن هذه القضايا ترسيم الحدود بين الدولتين، والآلية التي نحن نطرحها هي تطبيق العرف الدولي بين الدول وذلك من خلال اللجوء إلى التحكيم لحل أي نزاع حدودي بين الدولتين، بمعنى أن يكون هنالك تحكيم دولي يقدم فيه الطرفان وثائقهما ووجهة نظرهما ثم من بعد ذلك يقبل الطرفان بنتيجة التحكيم كحل نهائي وملزم للطرفين ومن ثم يتم ترسيم الحدود.) وأضاف «باقان» 🙁 نحن نحتاج إلى أن يتم حل هذه القضية بطريق سلمية وتكون هنالك حدود مرسومة وواضحة بين الدولتين، ولا نريد أن تكون الحدود حاجزاً بين البلدين ولكن وسيلة وأداة لتقنين حرية الحركة للمواطنين، وحرية حركة البضاعة والسلع والخدمات، وهذا تأكيد لدور الوساطة الأفريقية التي تقوم كوسيط بين الدولتين، نحن مع المفاوضات للاتفاق على آلية التحكيم في المناطق الحدودية المتنازع عليها ونحن مع الحل السلمي حول الحدود بما في ذلك حول أبيي).
وأشار «باقان أموم» إلى أن حكومة جنوب السودان وافقت بمقترح الوسيط الأفريقي لحل أزمة أبيي لكن الحكومة السودانية هي التي رفضت المقترح الأفريقي، وزاد قائلاً: (اتفقنا مع الحكومة السودانية أن نطلب مقترحاً نهائياً من الوساطة الأفريقية ومن المؤسف أن الحكومة السودانية تتراجع عن التزاماتها وتتراجع من الحلول المقدمة، وهذه ليست المرة الأولى أو الثانية) .
وأشار «باقان» إلى أن جنوب السودان لديه الوثائق والخرائط التي تؤكد ملكيته وقال:(نحن نطلب اللجوء إلى التحكيم عبر الوثائق كما اتفقنا على أن تكون الحدود بين الدولتين على ما كانت عليه في الحقبة الاستعمارية، وحدودنا منذ يوم جلاء الاستعمار من السودان، اتفقنا على أن تكون الحدود كما رسمته الإدارة الاستعمارية).
وبخصوص الحرب الدائرة في النيل الأزرق وجنوب كردفان قال «باقان» (هذه حرب سودانية سودانية، وجنوب السودان على استعداد لمساعدة السودان لحل أزمة الحرب، لدينا علاقات مع طرفي النزاع في السودان، ونحن كدولة جارة للسودان من مصلحتنا أن يكون هنالك سلام في السودان ونحن على أتم الاستعداد لدعم عملية الحل السلمي والسياسي لمشكلة الحرب في السودان). وأضاف كبير مفاوضي حكومة الجنوب أن الاتفاق على تصدير بترول جنوب السودان عبر السودان وختم قوله:(تتم الآن كل الترتيبات لإعادة ضخ البترول وعبوره للسوق العالمي عبر السودان).
ولا يعرف ما إذا كانت الوساطة الروسية قد أفلحت في تسوية الخلافات العالقة بين السودان والجنوب أم لا.