الديوان

الموسيقي "صلاح جميل": محوت الأمية الموسيقية لفناني الجزيرة!!

لم يجد الساحة الموسيقية خالية لينهل من عذوبتها كيفما شاء هانئاً مستريح البال، بل وجدها تعج بالعمالقة الذين احتلوا كل ركن قصي منها، وتمددوا على كل شبر في خارطة الغناء واللحن والموسيقى في حقبة سبعينيات القرن الماضي، بدأ يعمل بجدٍ واجتهاد متنقلاً من عازف إيقاع، عود، أوكورديون، ومشارك بالعزف مع كبار المطربين من ذلك الجيل، وعلى رأسهم “محمد حسنين” و”رمضان زايد” وغيرهما من العقد النضيد.
وقبل أن تغرب شمس الثمانينيات، أصبح الملحن والموسيقار “صلاح جميل” نجماً في سماء الإبداع الموسيقي واللحني بولاية الجزيرة.
(المجهر) غاصت في مسيرة “جميل” الفنية فخرجت بإفادات، تفضلوا بمطالعتها.
{ أستاذ “جميل”.. بداياتك الفنية؟
– بداياتي كانت في العام 1972م، كعازف إيقاع وعود وأكورديون، شاركت كبار الفنانين العزف في ذلك الحين، ومن ثم في عام 1988م أصبحت رئيساً للفرقة الموسيقية التابعة لإذاعة وتلفزيون ولاية الجزيرة، ورئيساً للجنة الألحان والأصوات أيضاً.
{ خلال رئاستك للجنة الألحان والأصوات.. من هم الفنانون الذين ظهروا في ذلك الحين؟
– العديد من الفنانين، منهم “محمد سلام”، “صديق سرحان”، “عباس جزيرة”، “حيدر رفاعي”، “عبد العظيم مازدا”، “عصام محمد نور”، “ياسر سيد خليفة” و”عادل هارون”.
{ مَنْ مِنْ هؤلاء تعاملت معه موسيقياً ولحنياً؟
يمكن أن أقول إنني تعاملت معهم جميعاً، سواء باللحن أو شاركتهم العزف في الحفلات والمناسبات داخل وخارج ولاية الجزيرة حتى سطع نجمهم ونالوا من الشهرة ما أوصلتهم للمستمع.
{ ومشاركاتك الأخرى؟
– شاركت في (مهرجان الثقافة الأول) كعازف ومقدم أعمال فنية، وفي (مهرجان الثقافة الثاني)، كان لي شرف عمل لحن شعار المهرجان الذي صاغ كلماته الشاعر “عبد الحليم سر الختم”، كما أشرفت موسيقياً على معظم المناسبات القومية التي أقيمت بالجزيرة، وأيضاً عملت شعار الثورة المدرسية (96-99) التي أُقيمت بمدني.
{ وهذه المهرجانات أفرزت بالتأكيد.. فنانين.. هلا سميت لنا بعضهم؟
– نعم، أفرزت الكثير من الفنانين، بعضهم اختفى عن الساحة لأسباب متعددة، ومنهم من ترك الغناء، وآخرون ضربوا فجاج الأرض مهاجرين، ولكن الذين واصلوا طريقهم هم “أبو عركي البخيت”، “سمية حسن”، “الأمين عبد الغفار”” الخالدي” و”عماد أحمد الطيب”.
{ ومن الذين ظهروا بعد هؤلاء الكبار؟
– من الجيل الذي أعقبهم “نبوية الملاك” التي حمل أول البوم لها اسم (الحلوة) للشاعر “قاسم محمد بابكر” وألحاني.
وبعدها التقيت بالفنان الراحل “نادر خضر”، فغنى لي (قبيلة الريدة وسكر)، كما غنى لي “ياسر تمتام” (يا وطني)، و”حرم النور” و”ندى القلعة” قدمت لهن بعض الألحان التي سترى النور قريباً، والآن تجمعني عدد من الأعمال مع “أيمن سوريبة”، “علاء صبرة”،” منير حسن”، “عثمان علي” وهؤلاء جميعهم من الشباب الواعدين حقاً.
{ أستاذ “جميل”.. رأيك فيما يدور في الساحة الفنية الآن؟
– سيذهب الزبد جفاء مهما أدعى المدعون، ويبقى الأصل رغم أنف الحاسدين، وهكذا هي الحياة يدور فيها الصراع منذ الأزل، وسيبقى إلى أن يرث الله الأرض.
{ بكل صراحة.. ماذا قدمت للواعدين بولاية الجزيرة خلال العقد الماضي؟
– أولاً محوت الأُميِّة الموسيقية للعشرات منهم، ودربت بعضهم على الأداء بمصاحبة الموسيقى والآلات، وكنت لهم عوناً في كل شيء، وإذا أردت أن تتحقق مما قدمته لهم، أسأل أي فنان شاب وسوف يجيبك عما قدمت له.
{ أكثر عمل تعتز به؟
كل أعمالي عزيزة إلى نفسي لأنها كأبنائي، ولكن أغنية “عشرة أيام” من كلمات “التجاني حاج موسى” وألحاني، وسوف يغنيها الفنان الشاب “شريف الفحيل”، هي من أكثر الأعمال قرباً إلى نفسي، وأستمع إليها باستمرار.
{ أبرز مشاريعك الجديدة؟
– لدي عدد من الواعدين أعمل معهم بجد، منهم كما سلف “أيمن سوريبة”، “منير حسن” وآخرون.
{ هل تم تكريم الأستاذ “جميل” خلال مسيرته الإبداعية؟
– نعم كُرمت من قبل مجموعة (عقد الجلاد) و(جامعة الجزيرة) وجهات أخرى.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية