أخبار

(هلالية).. والنيل الأزرق

محمد إبراهيم

*خلت نفسي _لوهلة_ وأنا أتابع ردود المغني الشاب “منتصر” الهلالية في حواره أمس مع (آخر لحظة).. أن المتحدث هو “محمد الأمين”.. أو أن الصحيفة أقنعت “أبو عركي البخيت” بالخروج من عزلته الإعلامية.. أو أنها زارت “ابن البادية” للحديث لها.. ولكن هالني أن صاحب الردود هو مغن شاب لا يزال يسعى إلى تثبيت تجربته الغنائية واللحاق بأبناء جيله الذين تجاوزهو بمراحل بعيدة..
*”منتصر” الهلالية قال في بداية الحوار (أنا عارف نفسي بعمل في شنو.. وما فارق معاي النقد).. كنت قبل ذلك أتابع اجتهاد (هلالية) بشيء من التقدير لمثابرته.. ولكن يبدو أنه وقع في ذات الأمر الذي وقع فيه آخرون، انتهت تجاربهم أو أوشكت بعد أن تملكهم الغرور وقضى على تجاربهم الناشئة بالتوقف.. فإذا كان الموسيقار الكبير جداً “وردي” يسعى إلى تصحيح معلومات بسيطة وردت في سياق حوار قبل عدة سنوات.. و”أبو عركي” يعلم القيمة الكبيرة للنقد والصحافة، ويطالبني قبل أيام بالكتابة عن أزمة “صلاح بن البادية” الصحية فاستجبت له (عن حُب).. و”محمد الأمين” يعول على الصحافة والنقد في إنجاح مشروعه للأغنية الوطنية، يأتي مغن يافع ليقلل من قيمة النقد ..فأنظروا..
* ثم يرد “هلالية” ذاته على سؤال آخر عن التلحين بقوله: التلحين موهبة حباني بها الله وترجمتها إلى (لوحات جمالية).. والحمد لله السودان به ملحنون ولكنهم يخافون التعامل معي عشان ما يخشوا في مقارنة معاي) انتهى. عدت أدراجي سريعا إلى الأغنيات السودانية الخالدة التي قد يكون “هلالية” هو ملحنها.. فسمت (الود) و(شجن) و(بناديها) و(الساقية) و(لا وحبك) و(المستحيل) و(زاد الشجون) و_(واحشني) و(بخاف) و(الجرح الأبيض).. وغيرها من أيقونات الغناء السوداني علها تكون مسجلة لحنياً “بمنتصر” الهلالية الذي يخشى كل محلني السودان مقارعته في (كاره).. ولكني صدمت عندما علمت أنه لم يلحن سوى بعض الأغنيات التي وجدت انتشاراً متوسطاً..
*”منتصر هلالية” مغنِ.. وملحن لايزال في بدايات طريقه.. وإن كان قد نال بعض التصفيق لأغنية لحنها أو رددها فليس معنى ذلك أن ينتفض خيلاءً بهذه الطريقة التي تشبه صغار المغنين الجُدد.. ولا يزال أمامه الكثير ليتقنه سواء أن كان غناءً أو تلحيناً وأنصحه بالتزود من كبار الملحنين المعاصرين، أمثال “أبو عركي وابن البادية ومحمد الأمين”.. وإلا فإنه إذا غذى دماغه بهذه الترهات سوف يجد نفسه مقذوفا خارج.
مسامرة أخيرة..
لا يزال الهجوم على قناة النيل الأزرق يتتابع بشكل مكثف وعلى إداراتها بعد رفضها الانتقال لباقة قنوات (عرب سات) التي هي في الحقيقة (الداخل إليها مفقود.. والخارج منها مولود) رغم أن استخدام القمر الصناعي سياسة الجزرة بعد أن قدمت لها عرضاً مغرياً.. ثم عادت واستخدمت السياسة النقيضة وهي (العصا) وعاقبتها بفصل الخدمة عنها.. ولم يجد الأمر.. ولم تجد (عرب سات) لتركيع إدارة النيل الأزرق سوى استخدام طريق ثالث يمثله مدير قناة فضائية لمحاربتها إعلامياً وتأليب الرأي العام ضدها بشتى الطرق لأنهم يدركون أن النيل الأزرق هي الوحيدة القادرة على جعل المشاهدين تغيير مسار الطبق (26) درجة.. إن لم يكن ما ذكرته صحيحا فكيف نفسر هذا الغضب الشديد من البعض لأن إدارة النيل اختارت البقاء في (النايل سات)؟ وما الذي يضير هؤلاء ببقائها في مكانها.

 

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية