تأجيل اجتماع مجلس السلم الأفريقي بشأن أبيي إلى (14 ديسمبر)
كشف وزير الخارجية “علي كرتي” عن اتجاه قوي لتبني القادة الأفارقة لقرار وقف إحالة مقترح “أمبيكي” بشأن أبيي إلى مجلس الأمن الدولي، وقال: (نستطيع أن نجزم الآن أن مجلس السلم والأمن الإفريقي لن يؤيد القرار السابق ضد السودان أو يحيله لمجلس الأمن الدولي)، وأكد أن موافقة القادة جاءت بعد سلسلة لقاءات أجمعوا خلالها على عدم تبني المقترح بعد قناعتهم بالوثائق التي طرحت من قبل السودان، وأضاف: (التجاوب الذي وجدناه من الرؤساء الأفارقة يدعونا للاطمئنان تماماً).
وأعلن “كرتي”، في جلسة البرلمان أمس خلال التداول حول تقرير لجنة الشؤون الخارجية عن بيان الوزارة، أعلن عن تأجيل اجتماع مجلس السلم الإفريقي حول أبيي الذي كان محدداً له (6) ديسمبر الجاري إلى الرابع عشر منه.
وأفصح “كرتي” عن تحركات مكثفة قادتها لجنة من رئاسة الجمهورية ووزارته أجرت خلالها اتصالات ولقاءات مباشرة مع رؤساء الدول الأفارقة لإقناعهم بالموقف القانوني للسودان حول أبيي، وكشف عن استعانتهم بمركز استشاري بريطاني لتوضيح عدم قانونية فرض قرار من المجلس لتحديد حدود السودان وتحريك أراضيه إلى دولة أخرى بجانب وثائق أخرى تتضمن بروتوكول أبيي، وقال إن ذلك يساعد على تغيير رأي الأفارقة بعد توضيح أن كل جهود إفريقيا لإحلال السلام بالسودان وجنوب السودان ستنتهي لتتحول الأجواء إلى الحرب عند إحالة القرار إلى مجلس الأمن الدولي، مما دفع بالأفارقة للتأمين على عدم رفع خلافاتهم إلى مجلس الأمن الدولي حال الحاجة لصيغة قانونية. وقال بذلك نكون دحضنا بالبيانات القرار الذي ذهب لمصلحة متنفذين في دولة الجنوب ليقولوا أحرزنا موقفاً ضد السودان، كاشفاً عن إجهاض قرارات مماثلة تأتي مباشرة من أمريكا للرؤساء الأفارقة ضد السودان عبر الحوار والتواصل.
وطالب الوزير الجهازين التشريعي والتنفيذي بالتعامل بحكمة واتزان مع الدول الأفريقية وضبط تصريحاتهم حتى وإن اتخذوا قراراً خاطئاً ضد السودان، وقال: (لأننا نعلم أن ذلك يتم بضغوط أمريكية)، وأضاف: (يجب أن نترفق بالأفارقة حتى نغير الصورة السالبة التي صنعتها الحركة الشعبية والإعلام الخارجي).
وفي الشأن ذاته أكد سفير السودان بأديس أبابا الفريق “عبد الرحمن سر الختم”، أن السودان (يعدّ العدّة) لاجتماع مجلس الأمن والسلم الأفريقي المقرر في الرابع عشر من ديسمبر الحالي بدلاً عن السادس منه، بشأن النزاع حول أبيي.
وأعرب “سر الختم”، مندوب السودان لدى الاتحاد الأفريقي، في تصريح لـ(المجهر) أمس (الثلاثاء)، عن تفاؤله بالأجواء الإيجابية التي صاحبت تحركات السودان الخارجية التي تمت على مستوى الرئاسة والخارجية وسفراء الدول الأفريقية بأديس أبابا، في إشارة إلى زيارات نائب رئيس الجمهورية “الحاج آدم”، ووزير الخارجية “علي كرتي” إلى دول غرب وشرق ووسط أفريقيا، ونقلهما لرؤية السودان حول القضية.
وأعلن السفير، أن مجلس الأمن والسلم الأفريقي سيمدد المهلة التي منحها لدولتي السودان وجنوب السودان للوصول إلى اتفاق بشأن أبيي، بعد انقضاء المهلة، وعدم اتخاذ المجلس لقرار منفرد يحدّد مستقبل المنطقة بهدف إيجاد حلول متفق عليها ترضي الطرفين.
من جهته، قال وزير الخارجية والتعاون الدولي بدولة جنوب السودان “نيال دينق نيال” إن حكومته لن تقبل مفاوضات (لا نهاية لها) مع الخرطوم حول الوضع النهائي لمنطقة أبيي.
وقال “نيال” أمس (الثلاثاء)- حسب سودان تربيون- إن بلاده قامت بكل ما يمكن لضمان تسوية النزاع وديّاً، مضيفاً: (لقد فعلنا الكثير، ليس فقط بشأن أبيي، ولكن حول جميع القضايا العالقة التي تعذّر إتمام تنفيذها في اتفاقية السلام الشامل).
ولفت وزير خارجية الجنوب إلى وجود توافق متزايد في آراء الدول الأعضاء الرئيسية بالاتحاد الأفريقي، أن النزاع حول المنطقة يجب أن يصل إلى نهاية، بجانب المناطق الحدودية المتنازع عليها بين البلدين، منوهاً إلى أن كل البلدان الأفريقية تدعم كسر الجمود بشأن عدد من القضايا مع السودان، وأن جميعها يبحث عن إيجاد حل سلمي، وأنهم يريدون وضع حد للصراع وعدم الدخول في مفاوضات لا نهاية لها.