مسألة مستعجلة

في فلك الحركة الإسلامية

حديث كثيف يدور في فلك أن الحركة الإسلامية وتارة أخرى حزب المؤتمر الوطني يوفران الحماية لمنسوبيهم من حملات مكافحة الفساد التي ابتدرتها الحكومة هذه المرة بصرامة، فحسناً كان واحد من الأسئلة التي طرحها الزملاء من قيادات الصحف في الحوار المشترك مع الأمين العام للحركة الإسلامية الشيخ “الزبير أحمد الحسن” والذي نشر يوم أمس (الأحد) بالتزامن، عن موقف الحركة الإسلامية من أي من منسوبيها في حال وقع في دائرة الفساد، فكانت إجابة الأمين العام للحركة حاضرة بقوله (كل من أفسد من عضويتنا منافق)، بل زاد عليهم بوصفهم (الكلاب السمان)، في تبرؤ واضح لا يختلف عليه اثنان، أهمية الإجابة عن هذا السؤال الملح تكمن في أن ما طرح من استفسار هو لسان حال الكثير من المواطنين وهم يتحدثون عن فساد البعض من أهل السلطة من الإسلاميين، ولأن اقتران القيادات بصفة الإسلام جعلت من الجريمة أمراً مستقبحاً أكثر لو أن الفاعل كان شخصاً آخر، بات من الضروري بل مطلوب من الحكومة والحزب الحاكم وغيرهما من مرجعات السلطة أن تكون الشفافية ديدنها لأن في ذلك رداً على أي ظنون يطرحها الشارع العام، أية محاولة لدمدمة فضائح الفساد سيكون مردوها سلبياً على الجهاز السياسي والتنفيذي على السواء، لذلك ينبغي أن تنتهي الوصايا والحماية، لأن واحداً من الأهداف الكلية التي حملتها مؤتمرات الحركة الإسلامية في الولايات المختلفة كان محاربة الفساد وقطع جذوره، وهذا ما يعظم من المسؤولية الملغاة على القائمين على أمر الحركة الإسلامية السودانية.
مسألة ثانية .. لم أجد تفسيراً لحالة التراجع في معالجة الأزمات والوعود، فلا يستقيم أن تكون النتيجة الحتمية للزيارة التي قام بها السيد رئيس الوزراء القومي “معتز موسى” لميناء بورتسودان للوقوف على تفريغ المواد البترولية، هو تفاقم الأزمة، ويوم أمس يشهد كل الشارع بأن البنزين الذي كان متوفراً قد دخل حيز الأزمة، أما الجازولين فقد تضاعفت فيه الأزمة وازدادت الصفوف، فكيف يتحدث رئيس الوزراء عن عدم وجود أزمة حقيقية وأن معالجة ستتم والتي أرجعها إلى اشتداد الرياح والأتربة ، وأنها قد حالت دون انسياب تفريغ المواد البترولية بالنحو المطلوب، فكيف يحدثنا والأزمة في تزايد لا في انفراج.
واقع هذا الحال يشير إلى أن هناك أمراً ما مخفي يظل القاسم المشترك في كل الأزمات التي تحدث، فيتحدث المسؤول عن المعالجة ويسجل زيارة إلى موقع الأزمة ولكن النتيجة تكون المزيد من الأزمات، رئيس الوزراء يحتاج إلى قليل من الوقوف في هذه المعادلات المختلة والمعقدة قبل أن يمضى إلى الأمام، حينها سيعرف ما خفي .. والله المستعان.

مشاركة

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية