تفاصيل تنفيذ حملة على أكبر معاقل زراعة المخدرات بجنوب دارفور خلال فصل الخريف
استخدمت فيها الطيران
تقرير – منى ميرغني
بدعم لوجستي من وزارة الداخلية وإسناد من طيران الشرطة والاحتياط المركزي وإعلام الشرطة والوحدة الطبية في ظل ظروف مناخية سيئة بالغة التعقيد مصحوبة بهطول الأمطار باستمرار، سيرت الإدارة العامة لمكافحة المخدرات حملتها الثانية إلى منطقة الردوم بولاية جنوب دارفور التي بدأ فيها الخريف مبكراً، فوضعت إدارة المخدرات خطة محكمة عبر قوة ضاربة وتوقيت زمني للقضاء على مزارع المخدرات.
الطريق إلى سنقو ..
تحركت قوات حملة خريف الخريف من حاضرة نيالا بولاية جنوب دارفور في الحادي والعشرين من سبتمبر إلى المناطق المجاورة لمنطقة سنقو المشهورة بزراعة المخدرات، وحالت الظروف المناخية من (هطول أمطار ـ وسيول ـ ومستنقعات – وبرك ) من الوصول إلى منطقة سنقو التي تبعد نحو (150) كيلو من مدينة نيالا ، وعند وصول القوات إلى بوطة فريديه ظلت القوات لأربعة أيام متواصلة في الحفر وفتح الطرق وسحب الآليات تمكنت من عبورها على متن (31) عربة لاندكروزر، ووصلت إلى منطقة “فتفوته” التي تبعد نحو (30-40) كيلو من منطقة (سنقو) ، (9) أيام قضتها القوات للدخول إلى منطقة سنقو وبعد الاستجماع فيها ومراجعة الآليات وضعت القوة خطة محكمة لمداهمة أكبر منطقة مشهورة بزراعة القنب الهندي، فكان الهدف بوطة بدو التي تم حرق فيها عدد من المزارع وكان الهدف الأكبر من الحملة اقتحام “بوطة ابللي” التي لم تصلها أي قوات من قبل.
اشتباكات مسلحة مع مافيا المخدرات
واصلت الحملة مسيرتها سيراً على الأقدام لخمس ساعات متواصلة لاقتحام بوطة ابللي حيث جرت اشتباكات مسلحة بين الطرفين ، تمكنت الحملة من استلام المزارع ودحر المزارعين، وأسفرت عن الاستيلاء على (17) مزرعة أقل مساحة فيها (30) فداناً، في تلك المنطقة ارتكزت القوات (9) أيام، وأثناء ذلك تحصلوا على (75) مزرعة، كما تمكنت القوة من ضبط بندقية (ج 3) ، ومن بعدها إلى منطقة تبع (20) كيلو من بئر رمضان وأبادوا (30) مزرعة.
وأضاف “بره” أن جملة المزارع المبادة (100) مزرعة، لافتاً إلى أنهم رصدوا معلومات بأن مناطق “أم دروتا، بحر تمباك، كافي كينجي” مناطق غنية بالزراعة وأنهم ركزوا جهودهم على إبادتها في الصيف ومنع التصرف فيها بالأسواق، مضيفاً بأن العمل تم بدعم لوجستي من طيران الشرطة بحمل المؤن والذخائر والمصابين.
تسليم حظيرة الرودم للزراعة
وقال العميد “منور محي الدين” مدير الإدارة العامة للمخدرات بالإنابة إن إدارته بصدد تسليم حظيرة الردوم للزراعات المفيدة ، وإن المكافحة هدف رئيسي من أهداف المجتمع الدولي للحد من معروض المخدرات.
وأوضح أن الحملات كانت في البداية تتم في أيام معينة والآن هنالك إدارة في الردوم موجودة طوال العام في المنطقة لإبادة الزراعات وقفل الطرق وتنفيذ الحملات، وأن خطة إبادة العام تحقق نجاحاً، مضيفاً أنهم في الماضي كانوا يصلون مناطق قريبة من “سنقو” ووصلوا الآن بالقرب من الحدود ، وتطمح خطتهم في تسليم حظيرة الردوم في السودان خالية من المخدرات في سنوات قليلة ، وأشار إلى أن شواهد نجاحهم عدم زراعة منطقة “برككوك” وانتقلوا إلى مناطق بعيدة والسبب يعود إلى نجاح الحملات، وعملهم المنعي قبل فصل الخريف بنشر القوات ومنع المزارعين من الدخول لمناطق الزراعات، إضافة إلى ضبط كميات كبيرة من البذور والدمورية والحبال وكل أدوات الصناعة، ولفت إلى أن خططهم للحد من انتشار “البنقو” مهمة جداً لأنه يمثل(80%) من نسبة بلاغاتهم وأشار إلى أنه تم الاتفاق مع الولايات المتحدة الأمريكية أكبر جهاز للمكافحة، وأكدوا في زيارة مدير القرن الإفريقي الاهتمام بالسودان وتقديم مساعدات كبيرة بالذات في الجانب التقني .
تحفيز وفتح باب للترقيات
من جانبه حفز الفريق “الطيب بابكر” ، القوات المشاركة في الحملة بمرتب شهرين، وفتح باب الترقيات في خطوات لاحقة، مثمناً جهودهم وتضحياتهم وما يقدمونه من جرحى وشهداء في سبيل حماية المجتمع، مشيراً إلى جهود سلفه الفريق أول “هاشم عثمان الحسين” بإشرافه على الجهد في مكافحة المخدرات للمحافظة على أمن البلاد وعدم عبورها إلى دول الجوار، داعيا إلى تحسين وتطوير العمل بشكل أفضل مما كان عليه ، لأن مكافحتها ليست شأنا يهم الشرطة فقط بل يهم كل الشعب لحماية عقول الشباب، والدفاع عن الكليات الخمس التي أتت بها الشريعة الإسلامية، والمخدرات تدمر العقل، وأمة فقدت عقلها لا خير فيها، وكلما تغيرت المواقع لا بد من بذل الجهد حتى تنتهي الزراعات، مشيراً إلى العديد من الخطط الطموحة للتطوير في كافة الأصعدة، والتواصل مع الدول المتاخمة لمحاربتها، ووعد القوات بمرافقة بعثة من الكوادر الطبية ونقل القوات بالطيران لأنها تقوم بعمل كبير في المحاربة وإحلال الزراعات البديلة، معلناً تجهيز الإمكانيات المادية والمعنوية والدعم اللوجستي من عربات وتراكتورات لحملة الردوم القادمة حتى يأتي اليوم الذي تكون فيه زراعة المخدرات معدومة تماماً، متوعداً بملاحقة الزراعات حتى يصل “قندول البنقو” عشرة ملايين ولا يجد تجار المخدرات من يشتريه .
دعم لوجستي
في السياق، جدد وزير الدولة بوزارة الداخلية “موسى محمد على مادبو” حرص وزارته على توفير الدعم الفني واللوجستي للإدارة العامة لمكافحة المخدرات حتى تضطلع بدورها كاملاً في الحد من انتشار وتعاطي المخدرات وسط المجتمع، مبيناً أن الإدارة ظلت تقوم بواجبها كاملاً في ملاحقة وضبط مروجي المخدرات الذين يعملون على تدمير عقول الشباب وتخريب الاقتصاد بزراعة وترويج المخدرات.