في التشخيص النفسي العام للنفس البشرية ثبت أن البكاء الداخلي أشد قسوة وألم من بكاء العين.
من أصعب الانفصالات، انفصال الدموع عن البكاء.
والله جد..
أن تبكي بصمت.. بقلبك.. حيث تخفي عيونك ذلك، الأمر الذي يضعفك صحياً ويجعلك كمصابي السل..
فالبكاء من هذا النوع يعد المحطم الأساسي لنفسية البني آدم بعد الوضع الاقتصادي وشكل الشوارع في الخريف.
بناء عليه البكاء باستخدام الدموع هو البكاء الصحي الخالي من الغدد الصماء، ومع ذلك مافي زول قاعد يعزمك بكاء.
تفتقد البشرية ذلك الشخص (البقول ليك أرح نبكي) بينما يتوفر لديها (الببكوك(.
والله جد..
خالص ما في زول بقول لأصحابوا (تعالوا أبكوا جهراً) فقد أرهقتكم الدموع المحبوسة.
نحن الذين قلنا لأمرؤ القيس (أبكي براك) حين درسنا (قفا نبكي)..
نحتاج أحياناً أن نبكي معه أو مع غيره ومعانا.
ثمة دموع تعقبها راحة ويليها فرح..
والله جد..
على صعيد متصل: استحدث في العالم مطاعم لا أستطيع أن أقول إنها تقدم وجبات البكاء لزبائنها الكرام، لكنها تستقبل ذلك.
ارتكزت هذه الأماكن على النظرية التي تقول ( ثمة أشياء إلى أن نموت لن نعرف مكانها المناسب)، فمثلاً إذا صرخت بالشارع يسألونك (أنت قايل نفسك في بيتكم) وإن صرخت في بيتكم يزجرونك (أنت قاعد في الشارع)؟ عليه أنشأوا هذا المكان لأداء واجب البكاء مع الذات.
لكن لا أفهم لماذا مطعم؟!
لماذا تأكل وتبكي وتدفع…
نصف لتر دموع 3 آهات ودجاج مشوي..
دا (الطلب) كدا..
أقسم بالله لو بقت معزة الدموع من معزة حبوبة جيرانا، استحالة أدفع قروش عشان أبكي.
أنت ما جادي ولا شنو؟!
يستطيع البني آدم أن يتفاهم مع دموعه بدون مصاريف وتكاليف.
عن نفسي قد أذهب إلى هذا المطعم (ربع مرة) عشان كلما أتذكر إني مشيت أبكي..
أبكي على هبالتي..
أقول قولي هذا من باب البكاء الصحي
و……….
لما تحتاج تبكي أبكي