مكتبة تلفزيون السودان.. مسيرة تطور من التقليدية إلى العصرية
تحتفظ بإرث ضخم لمختلف أنواع التسجيلات
المجهر- هبة صالح
{ مكتبة التلفزيون باعتبارها واحدة من حافظات الكنوز الوثائقية، كان لابد من تسجيل زيارة خاطفة إلى حوش الإذاعة والتلفزيون، للاطمئان على الأوضاع هناك، والكشف أن آخر التحديثات التي طرأت على مكتبة التلفزيون العتيقة، التي بدأت مع بدايات التأسيس الأولى لتلفزيون السودان، كان في استقبالنا منتج البرامج الأستاذ “علاء الضي” ومعدة البرامج “نازك”، قدمونا للأستاذ “محمد حامد” مدير المكتبات بالتلفزيون، الذي استقبلنا بحفاوة بالغة ثم حولنا إلى الأمين العام لمكتبات التلفزيون، الأستاذ “محمد أحمد الخواض” الذي بدوره أمدني بالمعلومات المطلوبة عن سيرة مكتبة التلفزيون ومسيرة تطورها في الأرشفة.
بدايات التأسيس الأولى
{ وفي حديثه لنا أكد “الخواض” بأن المكتبة تتكون من المكتبة الثقافية ومكتبة الشرطة ووحدة الأفلام تمثل مجموعة المكتبات التي تأسست مع تأسيس الإذاعة عام 1940والتلفزيون عام 1962 أضيفت إليها مكتبة الإنتاج السينمائي 1942 وأخيراً آلت إلى التلفزيون في العام 2005 كما توجد مكتبات فرعية المقروءة والثقافية إضافة إلى مكتبة الأخبار، ومحتويات مكتبة التلفزيون عبارة عن أشرطة 1بوصة و2 بوصة موجودة منذ عام 1942وهي شرائط سمعية وبصرية أشرطةread الصوتية بدأت عام 1974 _1987ودخلت أشرطة اليوماتيك والبيتا عام 1978واستمرت حتى عام 1995 ثم أخيراً أدخلت أجهزة الديجتال .
المكتبات الورقية هي عبارة عن محفوظات ورقية، يطلق عليها اسم مكتبة مساندة للبرامج تخدم المنتجين والمعدين توفر لهم معلومات عن تفاصيل البرامج.
مكتبة الأفلام المسجلة
{ أما مكتبة الأفلام المسجلة وأشار “الخواض” تعتبر هي الهيكل الأساسي الذي يعتمد عليها التلفزيون في العمل البرامجي، بالإضافة للعاملين بالتلفزيون قطاعات خارجية مثل الوزارات، الجامعات، المؤسسات العسكرية وفي عام 2010 تم تحويل مكتبة الإذاعة من النظام التماثلي إلى النظام الرقمي بالتعاون مع هيئة اليونسكو، والآن يستمر الحفظ بالأوعية التماثلية بالنظام الرقمي ( server) ذو السعات التخزينية الكبيرة، المكتبة تضم الأفلام والأشرطة بأنواعها أكثر من 2 ألف شريط، والمكتبة تحتفظ بكم هائل من المواد والتسجيلات البرامجية بمختلف أنواعها (برامج – أغاني – دراما – رياضة – وثائقيات).
وعن تأثر هذه الأشرطة بالعوامل المناخية، أكد “الخواض” أن درجات الحرارة العالية والأتربة تؤثر في فعالية هذه الأشرطة، بجانب المجال المغنطيسي لوجود المكتبة وسط الورش التي تعمل بالتيار الكهربائي مما يعرض الأشرطة للضعف والتلف.
{ الوحدة الأخيرة بالمكتبة هي وحدة أفلام السودان وحسب حديث “الخواض” فإنها تمثل كل التاريخ السياسي والثقافي والاقتصادي والاجتماعي للأمة السودانية، حيث عاصرت هذه الوحدة جميع فترات الحُكم السياسي منذ الاستقلال وحتى الآن، ومن بين محتوياتها الوثائقية مثلا: رفع العلم _والجلاء وإعلان الاستقلال من داخل البرلمان بجانب بعض الأفلام التوثيقية الأخرى.
النرويج والرقمنة العصرية..
{ وأخيراً حرصنا على مواكبة التطور في حفظ الإرث التلفزيوني الذي يزخر به تلفزيون السودان القومي، الذي يعتبر من أعرق التلفزيونات علمنا بأن وحدة الأفلام تم تحويلها من تقليدية إلى وحدة رقمية في أكتوبر/ 2017 بواسطة المعونة النرويجية بالتعاون مع جامعة بيرجين والسفارة النرويجية بالخرطوم، ومنذ ذلك الحين ظلت عملية الرقمنة تسير عبر مراحل متعددة، أولاً عملية المشاهدة وتقييم المادة الفيلمية، ثانياً معالجة القطوعات والاسكراتش عن طريق الصيانة اليدوية، وثالثاً مرحلة الغسيل الكيميائي لبعض الأحماض التي تؤدي لتماسك الأشرطة والرجوع بها إلى الوضع الطبيعي الأول. وأخيراً توضع هذه الأشرطة في نظام (الاينقست) وتتم عملية السيرفر ويُسمى الحفظ الأخير ويستغرق هذا العمل فترة من الزمن نسبة كبر حجم المكتبة التي تعتبر من أكبر المراكز الوثائقية في شمال أفريقيا، حيث تقدر مجموعة الأفلام الوثائقية الموجودة بداخلها حوالي (13) ألف فيلم تضم تسجيلات مختلفة.