في الرياضة والسياسة
عادت الموردة لمنظومة أندية الممتاز بعد سنوات عجاف عاشتها في دوري الدرجة الأولى بولاية الخرطوم، انحسرت عنها الأضواء وخيم على الحي الأم درماني العريق الصمت والسكون ونضب رحمه الولود من إنجاب المواهب التي تغذي شرايين كرة القدم السودانية بأفذاذ اللاعبين.. وأسباب هبوط الموردة معلومة لأهلها من صراع إداري بين أبناء الحي.. وتوقف (الداعمين) عن الدفع لتسجيل اللاعبين والإنفاق على التسيير.. وقبل سنوات أغضب البروفيسور “كمال شداد” أهل الموردة.. غضباً شديداً حينما طالب الموردة بالانتقال بالنادي وفريق كرة القدم من فريق (الحي) إلى القومية بالانفتاح على كل السودان و(إخراج) النادي من حيز (فريق الحلة) إلى النادي القومي، وقال “شداد” حينذاك الموردة ستبقى فريق (حي) أم درمان لا يشجعها من هو خارج عن الحي العريق.. وليس من سبب يجعل مواطن من بورتسودان والأبيض والفاشر ونيالا يشجع فريق يمثل حي أم درماني!! واستل المورداب سيوفهم وانهالوا على د.”كمال شداد” تقريعاً والآن تعود الموردة بفضل الدعم القومي الذي حظيت به من رئيس الجمهورية.. ومن جهات عديدة وقد استثمرت الموردة علاقات رئيسها “عاطف” مدير مراسم الدولة السابق، فهل تخرج من فريق الحي إلى النادي القومي حتى تعود منافساً حقيقياً للهلال والمريخ وتتفوق عليهما؟
في ذات الوقت ارتسمت الابتسامة في وجوه أبناء جبال النوبة بعد بقاء أسود الجبال في عرين الممتاز بعد أن كادت الأسود أن تموت بسبب ضعف الاهتمام الحكومي.. وغياب الدعم، وبدأت أعراض مرض الأسود في الشهور الأخيرة من عمر حكومة الوالي السابق د.”عيسى آدم أبكر” الذي جرد هلال كادقلي من صفته الشعبية والأهلية و(احتجزه) في أمانة الحكومة وعين لرئاسته وعضوية مجلس إدارة (غرباء) عن كادقلي، وبات وزير المالية رئيساً ووزير الإعلام أميناً عاماً ومحافظ كادقلي نائباً.. ولو كان في هؤلاء خيراً لنهضوا بالولاية الآن أصبحت رجل الولايات المريض بكل جدارة ومن بعده (أكمل) الجنرال مفضل فشل سابقيه وكف يده عن دعم الفريق.. وهاجر لاعبو الأسود للفاشر وكوستي.. وعطبرة بحثاً عن وضع أفضل وفقد الهلال الداعم الأول (الفاتح باني) وأولاد الشريف نوارة كادقلي وعينها التي تبصر في الظلام واليد التي تحسن في صمت.. لتمرض الأسود ولكنها لم تمت وتنهض في آخر الأيام وتسقط سيد الأتيام في مباراة الملحق، ولكن يبقى السؤال هل تتعلم إدارة نادي الأسود من تجاربها.. وإلى متى تظل يد الحكومة (مغلولة) في دعم فريق له أكثر من مغزى ووجود.. ويكفي أسود الجبال مساهمتها في استقرار المدينة بعد ست سنوات وهي تلعب المباريات تحت وابل الرصاص وأزيز المدافع ورغم ذلك لم تتعرض لتجربة كالتي حاقت بها هذا العام؟ ولماذا لا يخصص صندوق دعم السلام جزءًا من تسييره الشهري لدعم هلال كادقلي بدلاً من تبديد المال في الدعم الاجتماعي للفاقد الدستوري والسياسي والعاكفين في مكاتب الدولة صباحاً ومساءً.. وتنتظر أسود الجبال من مدير عام جهاز الأمن الوطني الفريق “صلاح قوش” ومن الفريق أول “عوض بن عوف” وزير الدفاع سنداً لفريق رياضي في خدمة الأمن والاستقرار بتلك المنطقة المهمة ولأبناء جبال النوبة في الداخل والخارج والمتعاطفين مع المنطقة دوراً في إحياء الأمل ببقاء الهلال كادقلي شامة في جبين الدوري الممتاز.