مسألة مستعجلة

يكفيه شهادة من لا يعرفهم!

أحياناً كثيرة عندما أقرأ في تفاصيل بعض المواقف، يتأكد لي أن المواطن السوداني برغم تفاقم الأزمة الاقتصادية وضيق العيش، إلا أنه يقدم بعض الانشغالات على الاهتمام المعيشي اليومي، مثل مشاطرة الآخرين، أو إنصاف المظلومين فيسأل بشغف ويستفسر!
أشرت إلى هذه المقدمة وأنا أتلقى أمس وأمس الأول، شكراً وثناءً من أشخاص عبر اتصالات هاتفية عديدة، ممن أعرفهم ومن لا أعرفهم بشأن ما أشرت إليه في هذه الزاوية أمس الأول، عن شخصية مدير المباحث الجنائية بولاية الخرطوم، سعادة الفريق “عبد العزيز عوض حسين” الذي أحيل للمعاش بجرة قلم، وعن أن الرجل يمتلك شخصية قوية جعلت سجل عمله خالياً من أي جريمة مقيدة ضد مجهول، وكيف أن الإمكانات التي يحظى بها لم تشفع له في مد خدمته عبر استثناء يُمكِّن البلد من الاستفادة من خبرته التراكمية، وهو مشهود له بحبه لمهنته، البعض مِنْ مَنْ هاتفني عزز ما قدمه الرجل من خلال إفادات جديدة كنت لا أعرفها تمثل صحائف عمله وعطائه وبذله بالمباحث الجنائية، وكيف أنه ظل يخاطر بنفسه وهو ينضم إلى فرق المداهمة مع عساكره في قضايا شائكة ومعقدة، دون أن ينتظر النتائج لتأتيه في مكتبه، وهذه بالفعل يحسب له، لأنه كان بإمكانه أن يخلف رجلاً على رجل ويصدر من التعليمات ما يشاء.
تأكد لي أن الشارع السودان هو ذاكرة العطاء التي لا تمسح وتقيم البذل والعطاء لكل من يجزل وأن ما كتبته قليل من انطباعات جيدة نحتها سعادة الفريق في مسيرة عمله ويكفيه أن الشهادة بذلك جاءت مِنْ مَنْ يعرفونه بالعطاء لا الشخصية، وهذا ما يجعلني أتساءل مرة أخرى.. لماذا تفرط الدولة في مثل هؤلاء وقد تعدت سمعتهم حيز وزارة الداخلية وخرجت للعلن والرجل يسجل ورفاقه إنجازاً تلو الآخر.
ليس سعادة الفريق “عبد العزيز” وحده من يقع في فخ القوانين واللوائح التي لا تجعل مجالاً للاستثناء، فهل تستسلم وزارة الداخلية لأوامر هذه القيود القانونية دونما تبحث في معالجة تتجاوز بها كل ما يقف ضد المصلحة العامة ويتفقدها مثل هؤلاء يوماً بعد يوم.. والله المستعان.

مشاركة

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية