أخبار

الاستنفار!!

{ الواقع يبين أن السودان يعيش أزمة مفتعلة ومخطط لها من قبل جهات مختلفة أرادت أن تشعل الحريق الذي نتابعه الآن على الساحات، من خلال معارك في كل الجبهات، وفتن مصطنعة في الداخل والخارج، ليكون الناتج انهياراً كاملاً للدولة، على حسب اعتقادهم الخاطئ وتفكيرهم الأرعن والأجوف.
{ وما يحدث الآن يوضح أن الخطوة الأولى للتصدي للأحداث لا بد أن تكون بتوحيد الصف الداخلي والوصول إلى صيغة تفاهمات مع عدد من الأحزاب المعارضة والمؤثرة، حتى نتمكن من وضع إستراتيجية سياسية عملية، نخطط من خلالها للقادم ونتمكن من العلاج الجذري ونؤمّن بها الثغرات والثقوب الذي ظهرت إبان تحركات الجبهة الثورية في كردفان، كجزء من المخطط المرسوم لإشعال النيران في كل الأمكنة.
{ والأحزاب التي لزمت الصمت والحاجة “حليمة” تموت دون ذنب، و”مريم” تحتضن ابنها رغم وفاته، لا بد أن تراجع إنسانيتها وتراجع عواطفها وآدميتها من جديد، لأن الأحداث الآن تهم البلاد في المقام الأول وتنتهك الإنسانية وتغتال البشرية دون ذنب ولا مبرر. فالعقل والمنطق والدين والأعراف والمبادئ والقيم تطالبنا جميعنا بأن نستنكر هذا الاستهداف ونلتف حول القيادة العليا من أجل إبعاد هذا الشبح الذي يخطط لمجازر ستطال الكل إن استمر الوضع كما هو عليه.
{ واستنفار الشعب والقوات الشعبية والرسمية هي الخطوة الثانية من أجل استعادة تلك المناطق وإيقاف النزيف الذي روى الأرض البور، ومن ثم إعادة هيبة الدولة ومنسوبيها واسترداد كرامة المواطن. لذا فإن المنطق يقول إن القوات النظامية بمسمياتها المختلفة لا بد أن يتم إعدادها في أسرع وقت والدفع بها إلى تلك المناطق لتفرض سيطرتها على الأراضي وتحمي المواطنين وتسترد عافيه الأرض.
{ الواقع يتطلب أن يكون هناك حراك مدروس، وبتروٍّ كامل، حتى نجني ثماره في القريب العاجل من خلال إستراتيجية واضحة المعالم وبسرية كاملة تساعد القوات المسلحة وتعين منسوبيها في الوصول إلى الهدف المنشود، لأن الجيش ينتشر في أرجاء واسعة من البلاد، لسد الثغرات، مما يعني أن نتكاتف جميعنا في المساهمة بقدر كبير لتصحيح هذه الأوضاع التي نعيشها.
{ وحسناً فعل مقرر شورى المؤتمر الوطني الأستاذ “عبدالله الاردب” وهو يدعو أعضاء الحركة الإسلامية وأهل السودان لتقديم جميع أشكال العون والمساعدة للمتضريين من الأحداث الاخيرة بولايات كردفان ودارفور، لأن قيم السودان ونخوة رجاله تتطلب أن نكون على قلب رجل واحد في كافة المساعدات والمعينات، حتى نتمكن من إرسال رسالة واضحة للمتمردين، تبين أن أهل السودان قادرون على الحفاظ على أمن وسلامة أراضيهم.
{ الدولة لا بد أن تجتهد رغم الأزمات التي نعلمها والحصار المفروض عليها، ويجب أن تجد حلولاً جذرية في أقرب وقت، من أجل استعادة الميزان من جديد وفرض هيبتها من خلال عمل ملموس وحراك عسكري وسياسي جاد ومثمر.
{ قال “بيتر ريكاردون” في كتابه (مسألة حربية): لا بد أن نتوحد من أجل الوصول إلى أهدافنا ومرامينا، لأن الانقسامات لن تخلق توازناً مطلوباً، وستمكن العدو من الحراك بشكل أكبر في ظل صمت الأغلبية ورقابة الأقلية، وقلة الحيل التي يتعامل بها المسؤولون.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية