عار عليك إذا فعلت عظيم : ثرثرة الرجال.. تطيح بنظيرتها النسائية بالقاضية الفنيِّة
كثيراً ما توصم المرأة بأنها المصدر الرئيس للأفعال والأقوال المشينة دون الاستناد إلى دراسات وبحوث علمية دقيقة، إنما تنسب لها هذه السلوكيات بحسب مشاهدات وأقوال منثورة لا قيمة لها، ورغم ذلك ظل كثيرون يعتقدون بها حتى أصبحت حكراً عليها أو صفة ملازمة لها اجتماعياً.
وعلى سبيل المثال وصمها بالثرثرة ونقل الحديث ونثره في (القبل الأربعة)، وأنها تسعى بين الناس بالـ(قوالات) و(البوبار) وغيرهما من السلبيات الكثيرة، لكن الحقيقة وفقاً لذات المنطق تقول إن الرجل لا يقل عن المرأة كثيراً في تلبسه بهكذا صفات، والشواهد على ذلك كثيرة.
عبر هذا الاستطلاع، سنرى ماذا قالت السيدات عن الرجال حول هذا الاتهام؟ وسنرى ما أسفرت عنه الدراسات الحديثة في هذا الصدد؟
فتنة الرجال.. قاضية
(فتنة الرجال أشد فتكاً من النساء وتأتي بالقاضية في كثير من الأحيان)، هكذا ابتدرت السيدة “نوال” معلمة بالمرحلة الثانوية إفادتها، أضافت: (ذلك أن الرجال لما لهم من هيبة سواء أكانت حقيقية أو مزيفة لا يطعن في شهادتهم، أو بمعنى أصح (قوالتهم) التي كثيراً ما تتسبب في فصل أحد زملائهم، أو تغيير مسار رب العمل في تعامله معه وإقصائه عن الترقيات والمنح وغيرها، هذا ما حدث فعلا بمدرستي لأحد الزملاء اثر وشاية من زميل وليست زميلة كما يشاع علينا دائماً، ودون التحري والنظر في الأمر وأخذ رأي البقية، صعَّد مدير المدرسة الأمر للوزارة، وبدورها عملت على فصله، ما أثار حفيظة وحنق الزملاء على هذا الواشي، وباتوا يتجنبون التعامل معه البتة.
المداهنة والتمسح
من جهته وصف “أحمد الأمين” الموظف بإحدى المؤسسات الرائدة، جنس الرجال بالخبثاء والمدنسين (المداهنين)، ذلك لاستخدامهم من أية جهة عليا في الهيكل الإداري، للاطلاع على ما يدور داخل الدواليب بما فيهم الرئيس أو المدير، ونقله إليه أول بأول سواء أكان ذلك شفاهة أو ضمناً والأخيرة هي الأرجح، وربما ينال مقابل ذلك حافزاً مادياً أو معنوياً بنواله الرضا من مرؤوسيه، وفي رأيه أن هذا يكفي لضمان بقائه. واستطرد “أحمد” لكن ما لا يعلمه هؤلاء المغيبون أن أمرهم يكون مكشوفاً لدى العامة دون مواجهتهم حتى وإن حاولوا التخفي، بيد أن ردود الفعل تتفاوت في ذلك، فمنهم من يحاول المداهنة مثله والتمسح فيه، ومنهم من يحاول تفاديه، وآخرون يشيعونه بنظرات قذرة، فضلاً عن كونه يصبح منبوذاً بينهم، وما أن يرونه ينفض مجلسهم أو تخرس ألسنتهم، وأردف: (هذا حال كثيرين استشروا بين ظهرانينا).
عار عليك إذا فعلت عظيم
وفي السياق ترى “أمنة محمود” أن الرجال أصبحوا أكثر ثرثرة و(قطيعة) من النساء اللاتي علقت التهمة بهن، وزاد من ذلك أوقات الفراغ التي يعانونها ويقضونها بين الطرقات، يتفيأون الظلال في تجمعات وتكتلات ترعب كافة المارة من أهل الحي وغيره ممن ساقتهم خطاهم مروراً بهذا الوسط سيما شريحة الشباب، على أن الانكأ والأمر بحسب “أمنة” هو قطيعة الرجال عقب أداء الصلوات وأمام بيوت الله، لا يسلم لسانهم من سيرة فلانة التي هجرها أو هرب زوجها، وتلك أو ذاك الذي يطلق بناته في الشوارع دون ردع أو محاسبة، وذاك الذي تزوج من أخرى دون علم زوجته وأولاده، وغيرها كثير، مستطردة أن الرجال في هذا المضمار تحديداً فاقوا النساء، وللحقيقة (شينة في حقهم) كرجال، ولست أعني بذلك جميعهم إنما أغلبهم.
ثرثرتهم تفضي إلى الطلاق
تقول “سارة حميدة” ربة منزل إن رجلاً (طول بعرض) تسبب في طلاق شقيقتها التي تقطن معهم بذات المنزل الذي يعج بالفتن والخلافات التي تصدر عن رجالهم، في ظاهرة مثيرة للجدل، حيث عرفت (الحموات) وليس الرجال بهكذا أمور، وكان دور الرجال يقتصر فقط على الإصلاح والتوجيه لا التخريب وإثارة الفتن، واصلت قائلة: عرف هذا الرجل الذي اعنيه بتدخله في كافة شؤون المنزل ما يعنيه وما لا يعنيه، كثيراً ما حاولت شقيقتي وزوجها تفاديه، لكنه ظل يلاحقهما بدأب، ظنت في بادي الأمر أنه يستهدفها شخصياً، لكنها وجدت أن جبروته يتمدد إلى كل من بالمنزل، وليس لديه عمل سوى تأليب أخ على أخيه أو زوجة على زوجها كأنه يستمتع بذلك، وأردفت “سارة”: بعد سنتين فقط من زواجها سئمت شقيقتي الوضع برمته خاصة أن زوجها كان يسمع لشقيقه الذي يأتي بأشياء من بنات أفكاره يصدقها زوجها، لذلك طالبت بتطليقها ريثما يعد لها سكناً منفصلاً.
بتاعين قوالات
وفقاً لدراسات بريطانية وأمريكية حديثة أثبتت أن الرجال أكثر ثرثرة ونميمة من النساء، يستمتعون بإطلاق الشائعات ونقل الفضائح، وأنهم يقضون ثلاث ساعات يومية وهم يتحدثون ويتناقلون الأخبار، يمارسون هذه الهواية أثناء ساعات العمل، بينما تقضي النساء وقتهن بالحديث عن الأزياء والمكياج والمسلسلات وحياتهن الخاصة، وقال “كامبل ليبرالي” إن الرجال يتحدثون أكثر وإذا ما قارنا عدد الكلمات التي يستخدمها الرجل والمرأة في اليوم الواحد، فهي تقريباً متساوية، لكن النساء يتحدثن أسرع، بينما يستغرق الرجال زمناً أطول في الحديث.