الديوان

(الفرنقبية) موسيقى الفرح وصوت الحياة

الخرطوم : أم زين آدم
قرابة (70) عاماً، و”جمعة أتيم جمعة محمد”، يعزف بصفارته ضمن فرقة عازفي (الفرنقبية)، وهي موسيقى اشتهر بعزفها قبائل الفور، الداجو والمساليت بدارفور، (الفرنقبية) أخذت اسمها من إحدى آلات العزف.
“جمعة أتيم”، عازف الصفارة، لا يعرف على نحو الدقة سنوات عمره، روى لـ(المجهر) أنه حط رحاله بالخرطوم، ضمن أعضاء فرقة الفرنقبية لقبيلة الداجو، للمشاركة في الاحتفال بجلاء قوات الحُكم الثنائي، وأشار إلى صفارته بفخر”مرقنا بيها الانجليز”، وشارك في حفل إنزال علم الحُكم الثنائي، ورفع علم السودان، وكل مراسم احتفالات عيد الاستقلال المجيد، قال كنا جنباً بجنب مع الزعيم الراحل “إسماعيل الأزهري”.
موسيقى الفرنقبية سدة ولحمة وجدان الدارفوريين، تبدأ وتنتهي المناسبات في حضرتها، وتختلف طريقة عزفها من قبيلة إلى أخرى، فالداجو تعزف موسيقاهم على ثلاث الآت صفارة، تميل، وبردية، ويعزف المساليت على آلتي النقارة والفرنقبية، ويسمونها قنقاي، ويعزف الفور على آلتي النقارة وتتس، يرافق العزف مجموعة من النساء المغنيات، اللائي يجدن الغناء الشعبي.
“كلتوم محمد موسى” من نيالا، قالت إن موسيقى الفرنقبية هو صوت الفرح وصوت الحياة، وبمثابة دعوة وإعلان لبداية المناسبة ختان، زواج، إنجاب، يستهل بها الفرح، ويستقبل بها الضيوف والمعازيم، خاصة أولئك القادمون من خارج المنطقة، كما تقوم عليها طقوس السيرة في الختان والزواج، وقالت إن سيرة الختان تبدأ مراسمها أن يمتطي الطفل الحصان، وتمضي به السيرة إلى خارج المنطقة إلى المكان الذي ينمو فيه شجر الهجليج، ويقطع الطفل أحد الأغصان من أكبر شجرة في المجموعة، ومن ثم يعود الركب إلى منزل الطفل، ويستمر الاحتفال لمدة أسبوع كامل.
“جمعة أتيم” قال إنه لأكثر من عشر سنوات مضين، ظل يجوب ولايات السودان، مشاركاً في منافسات الدورة المدرسية، يعزف على صفارته، ليعرف أهل السودان على موسيقى الفرنقبية، لجهة أن الموسيقى تمثل روح الحياة، تجمع الناس ولا تفرقهم.

 

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية