هوامش في الأخبار!!
{ السودان الذي ينتج (90%) من الصمغ العربي في العالم، تم اختياره نائباً لرئيس المنظمة العالمية للأصماغ، وألمانيا التي لا تنتج (1%) من الصمغ تم اختيارها رئيساً للمنظمة.. إنه حكم القوي على الضعيف.. والدكتور “موسى كرامة” الاقتصادي والسياسي والعالم المثقف (وضعوه) في منصب هامشي ينوب عن السيدة الألمانية “أولريك سنقلمان”.. ود. “موسى كرامة” لو كان امرؤ في السودان ينال المكان الذي يستحقه لما ارتضى بموقع هامشي، وهو لم يحمل السلاح ضد الدولة أو يطعنها في شرفها ويبوح بأسرارها، لكنه ضحية ضمن ضحايا كثر لسوء التقدير وبؤس التفكير وغياب الضمير.
{ حينما يختار المؤتمر الوطني (مرشحه) لمنصب رئيس الجمهورية القادم وتنتهي دورة “البشير” الحالية، تنتهي معه دورة مولانا “أحمد إبراهيم الطاهر” ويذهب مع آخرين لتجديد دماء الدولة وأجهزتها التنفيذية والتشريعية، ولكن أن يختار “الطاهر” بصوفية وزهد أقرب للغفلة التنحي عن موقعه الذي لا يمثل فيه الطاهر نفسه ولا دائرة المزروب، فإن ذلك مردود ومرفوض ويجب مقاومته.. “أحمد إبراهيم الطاهر” يمثل رمزية كردفان، ونصيبها في السلطة، وحقوقها في قيادة دولة أحق بها من غيرها لوسطيتها ونضالها وكفاحها وجهادها.. و”الطاهر” قومي التوجه.. نظيف الثياب.. لم يثرَ ولم ينهب ولم يقتل نفساً، فكيف (يتنحى) في منتصف الطريق؟ وهو يعلم أن بذهابه ستفقد (كردفان) آخر موقع في الحكومة المركزية، ويصبح أهلها مثل الجاليات الأجنبية في وطن كل يوم ينتقص من حقوق مواطنيه!!
{ يبدو جلياً لكل مراقب حصيف أن جهة حكومية نافذة في الدولة والحزب تقود حملة واسعة لإقصاء السيد “علي كرتي” من موقعه في وزارة الخارجية.. والحملة ضد “علي كرتي” بدأت يوم جهره بالحق في البرلمان ورفضه لتعبير (الحشرة الشعبية) في وصف الحركة الشعبية، وقد تأذى السودان من ذلك الوصف.. ثم جاءت حادثة (اليرموك) وجهر “كرتي” بالحقائق أغضب بعض أطراف البيت الحكومي وأيقظ متربصين كثر.. لكن هل السياسة الخارجية يصنعها فرد أو وزارة واحدة؟ أم هي جماع لأداء حكومة داخلياً وخارجياً؟؟ وهل “كرتي” يملك القدرة على إصلاح ما يفسده الآخرون بالأقوال والأفعال؟ وهل الدعوة التي أطلقها للتنسيق بين الجهات ذات الشأن جريمة تستوجب عقابه؟! فليذهب “كرتي” اليوم قبل الغد، ولكن تبقى الحقيقة للرجل أفضال وجهود ومواقف فلا تبخسوا الناس أشياءهم وتكتموا الحق وتجاهرون بالفسق السياسي!!
{ قال الأستاذ “حسين خوجلي” عن الحركة الأسلامية أصبحت قياداتها من ثلاث محليات هي دنقلا ومروي وشندي. وحتى لا يذهب عقلك الظاهري والباطني عزيزي القارئ إلى دارفور (وناس قريعتي راحت في كردفان) أين ود مدني وأهل القاش والبحر المالح وبحر أبيض وسنار المحروسة والمحمية والدندر والدمازين التي وهبت الجبهة الإسلامية النائب البرلماني “عبد الرحمن أبو مدين” حينما سقط “الترابي” في دائرة الصحافة جبرة، وسقط “حسين خوجلي” نفسه في دائرة ود نوباوي في انتخابات 1986م؟!.. لا ينبغي الاحتجاج على الآخرين إن اختاروا دروباً جديدة بعد أن سُدّت عليهم نوافذ الريح في بيوتهم القديمة!!