سيدي الرئيس .. أحسنت .. أحسنت
{ من يقول بغير أن الرئيس “البشير” هو الذي أعفى والي الخرطوم الفريق أول “عبد الرحيم محمد حسين” يكون قد جانب الحقيقة، وزوّر الوقائع، وحاول طمس التاريخ.
{ فإذا كانت قيادة الحزب الحاكم السياسية (دكتور “فيصل حسن إبراهيم”، “حامد ممتاز”، دكتور “عبد الرحمن الخضر” وأعضاء المكتب القيادي للمؤتمر الوطني) هم الذين أقصوا الفريق “عبد الرحيم” من مقعد الوالي، فهل هم أيضاً الذين أصدروا قراراً أمس الأول بتقاعد أحد أقرب رجال الرئيس في الجيش الفريق أول “السر حسين” المفتش العام للقوات المسلحة، وآخرين من خُلّص مساعديه في المؤسسة العسكرية؟!
{ هل يستطيع الدكتور “فيصل” والأستاذ “ممتاز” أن يتدخلا في حركة قيادات الجيش، ترقية لهذا.. وإحالة لذاك للتقاعد؟!
{ بالتأكيد لا يستطيعان، بل ليس هذا من شأنهما ولا شأن المكتب القيادي للمؤتمر الوطني رغم أنه يضم كبار صناع (الإنقاذ) قبل تحرك 30 يونيو 1989، من لدن “علي عثمان محمد طه”، “نافع علي نافع” و”الزبير أحمد الحسن”.
{ لماذا لا نعدّ هذه التغييرات الكبيرة في الجهازين التنفيذي والعسكري مراجعات خاصة بالرئيس “البشير” كرئيس للجمهورية وزعيم للحزب ورئيس للجنة التنسيقية العليا للحوار الوطني، وهي لعمري مراجعات جديرة بالاحترام والتقدير؟!
{ الرئيس هو الذي اتخذ قرار المبادرة بحلّ الحكومة، ثم جاء بها إلى المكتب القيادي بعد مشاورة لجنة الحوار الوطني، وهذا ما قاله بالضبط نائب رئيس الحزب الدكتور المثابر “فيصل حسن إبراهيم” للصحفيين والتلفزة ليلة (الحلّ) الطويلة.
{ إذن.. لا تبخسوا الرئيس حقه وسهمه الأول في قيادة هذا التغيير الناجح الذي جاء بالشاب الديناميكي “معتز موسى” رئيساً للوزراء، وجاء بالفريق أول “هاشم عثمان” والياً على الخرطوم، وأعاد لنا الأمل بإعادة الخبير الاقتصادي العريق الدكتور “محمد خير الزبير” محافظاً لبنك السودان المركزي بعد مرحلة اختناقات اقتصادية ومالية عصيبة، ومطبات عنيفة، كادت أن تعصف بكيان الدولة كلها، ثم قرر الرئيس بالتشاور مع الحزب وأحزاب الحوار خفض عدد الوزارات من (31) وزارة إلى (21) وزارة بـ(20) وزيراً و(28) وزير دولة بدلاً عن (43).. فهل أحسن أم أساء؟!
{ رسالة الرئيس “البشير” من وراء هذا التغيير الكبير المبارك تقول: (الوقت للعمل، لخدمة الشعب السوداني الذي تطاولت به الأزمات، لا صداقات ولا مجاملات بعد اليوم وحتى 2020).
{ والرسالة واضحة، ليس أمامنا جميعاً – جموع الوطنيين الصادقين المخلصين في بلادي – غير أن ندعم الرئيس “البشير” في ثورته الإصلاحية وأن نؤازره وأن نقويه، لا أن نخذله ونشككه في سلامة ما أقدم عليه، غضبة لذات.. ونعرة لزيد.
{ سيدي الرئيس .. أحسنت .. أحسنت .. أحسنت.