(تقليعات) ملاعب (الخماسيات) الليلية ملاذ للشيب والشباب
ينعكس اهتمام السودانيين بكرة القدم عن غيرها من بقية أنواع الرياضة في متابعتها بشغف وتحديد ميولهم الكروية باكراً، ومن ثم التعصب لها وايلائها اهتماماً كبيراً، فضلاً عن ممارستها بصورة موسعة رغم رداءة الملاعب وعدم ملاءمتها للعب، وقد يتخذ بعض الشباب من الساحات والميادين غير المستغلة في الأحياء ملاذاً للتنفيس عن رغباتهم الكروية.
ومن بين كل أنواع الرياضة ومناشطها، أفردت (المجهر) مساحة لتناول منشط (الخماسيات) التي انتشرت في الآونة الأخيرة بصورة لا تخطئها عين، وطفت على السطح كظاهرة استثمارية لاقت رواجاً وقبولاً حسناً من الشباب والمهتمين بالرياضة بعد أن ابتدرتها ولاية الخرطوم بقيام استادات محلية، وأضحت ملاذاً ليلياً يبددون فيه ساعات الليل بعد هجرهم هوايات أخرى وتكالبوا نحو (ملاعب الخماسيات) بكافة فئاتهم العمرية.
تشكيلات لا علاقة لها بالقانون
ومن خلال زيارتنا لواحدة من هذه الملاعب التي بدأت منتشرة في ولاية الخرطوم، لاحظنا وجود مجموعة كبيرة من الشيب والشباب يتبارون داخله، وهذه الملاعب مسورة بشباك شفافة من الحديد تضاء باعداد هائلة من الكشافات، تكسو أرضيتها خضرة جميلة من النجيل الصناعي، يبرز فيها هؤلاء مهاراتهم وإبداعاتهم بمتعة بالغة، كما شاهدنا أيضاً مدربين (كوتشات) ولاعبي فرق أندية معروفين ولعيبة دوليين إلى جانب المشاهير.
(المجهر) اقتربت أكثر من مرتادي ملاعب الخماسيات ليلاً وطرحت العديد من الأسئلة، عن وجودها وانتشارها ودورها في تطور كرة القدم واكتساب المهارة، وعن اتخاذها كرياضة.
وبملعب هادئ بـ(حي الروضة) أم درمان، اجتمع شباب ورجال فوق الخمسين انقسموا لفرقتين داخل ملعب الخماسيات والذي من المفترض أن يلعب فيه خمسة/ خمسة.. لكل فريق حسب قانون الخماسيات، إلا أنهم اخترقوا القانون كما بقية الملاعب الأخرى، وكانت تشكيلة الفريق تضم 7 لاعبين.
مستثمرون في مضمار اللعبة
أحد اللعيبه قال إن كرة القدم من أجمل أنواع الرياضة، ووجوده بملعب الخماسيات مع أصدقائه بالعمل أربع أو ثلاث مرات في الأسبوع أصبح برنامجاً دائماً، وعزا ذلك لتوفر هذه الملاعب الاستثمارية بصورة مريحة للعبة وتطور إمكانياتها، وحسب رأيه، فإنها لا تسهم في تطور كرة القدم لأنها تؤجر بالساعة وزمنها محدد، ويتفاوت سعرها ما بين (10-20) جنيهاً للفرد، يتعاون الفريق في جمعها ويصل أحياناً إلى (160) أو (140) جنيهاً للساعة الواحدة.
أما صاحب الملعب (الشناوي)، أوضح أن فكرة إنشائه للملعب كانت بغرض الاستثمار فقط، مشيراً إلى أن كلفتها عالية من تشييد وكهرباء وغيرها، مبيناً أنها أصبحت متاحة للجميع من أجل رياضة أجسادهم وليس بهدف تطور كرة القدم نفسها أو اكتساب الخبرة، ولفت إلى أن كثيراً من اللاعبين يراهم يتجاوزون قوانين كرة القدم المعروفة، ويلعبون حسب هواهم إلى أن ينتهي الزمن، ووصف آخرين بالحرص على إبراز المهارات بوجود حكم وتنفيذ كل أحكام اللعب.
ميادين غير مهيأة
أما “محمد علي”، فيرى أن توفر هذه الملاعب أسهم في لعب كرة القدم في مكان مريح وجذاب بدلاً عن الميادين غير المهيأة وتفتقر لأبسط مقومات اللعبة، خاصة النجيل الطبيعي، مضيفاً أن ميادين الأحياء غير جاذبة، لذلك يلجأ الشباب لدفع المبلغ ليلعبوا فيها.
وطالب عدد من الشباب المسؤولين بإقامة هذه الملاعب في المساحات الواسعة بالميادين وأندية الأحياء، لتعود بالمنفعة وتكون معيناً لاكتشاف مواهب قد تسهم في تحسين مستوى كرة الخماسية التي تسع تشكيلة تضم (11) لاعباً خاصة للناشئين.
أقدم لعيبة القمة على رأس المرتادين
وفي السياق يرى لاعب فريق المريخ السابق كابتن “خالد أحمد المصطفى” ومدير الكرة بالمريخ أن هذه الملاعب إذا توفرت ستسهم في تنمية المواهب ومهارات كرة القدم، وأكد على أنه من مرتادي ملاعب الخماسيات مع أصدقائه من اللاعبين بالمريخ وآخرين لقضاء ساعات هي بمثابة رياضة لهم، وأشار إلى توفرها ليلاً وصباحاً بعد الفجر، واتخاذها كبرنامج أساسي للكثيرين، حيث تأتي كل مجموعة ويخصص لها يوم معين، مشيراً إلى أن أبرز ملامحها التحديات القوية بين الفرق خاصة عند افتقاد الدوري والمنافسات.
وعن ميزة الخماسيات يوضح الكابتن أن الحركة فيها أسهل ومحدودة عكس الملعب الكبير الذي يحتاج إلى مجهود أكبر، وفيها تبرز مهارات اللاعب الجيد.
وعن انتشارها مؤخراً قال إن المساحات الشاسعة هي التي شجعت لإقامة هكذا مباريات فضلاً عن توفرها، أما ملاعب الخماسيات وبسعاتها المختلفة، فأصبحت استثمارية بحتة ولها ميزاتها الأفضل من الرفاهية.