مسألة مستعجلة

الوجوه الجديدة في الحكومة

نجل الدين ادم

لم أجد من جديد في التشكيلة الجديدة للحكومة، إلا تقليص ودمج وإلغاء بعض الوزارات كضرورة مرحلة لمعالجة الاختلالات الاقتصادية والوضع المعيشي بخفض الإنفاق الحكومي، وإزالة الترهل التنفيذي الذي يؤثر على الخزنة العامة، ولكن إن كان هناك من مكسب في هذه الحكومة الجديدة فهو يكمن في اختيار وزير (تكونقوط) مهم، لوزارة مهمة وهي وزارة المالية، والرئيس يصدر قراراً بتعيين الدكتور “عبد الله حمدوك”، الخبير الدولي المقيم في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، وأتمنى ألا يصدق ما تردد في الوسائط عن اعتذار الرجل عن التكليف، صحيح أن العائد هناك كبير ولا يقارن بما سيكسبه، ولكنه سيكسب بلده عندما يفلح في تجاوز الأزمة الحالية.
ومن عجب أن الحكومة الجديدة جاءت بذات الوجوه القديمة باستثناء القليل من التغييرات، ولكن حتى هذه الوجوه القديمة المتكررة، لم يُراعَ فيها التخصصية والعلم والإدراك بالملف، وهذا بيت القصيد لنجاح الحكومة في مهامها على الوجه الأكمل.
لم أستوعب أن يتم تحويل مهمة البروفيسور “سعاد أبو كشوة” الأكاديمية المعروفة والأستاذة بالجامعات، من إدارة التعاليم العالي إلى وزيرة للضمان الاجتماعي، والغريب في الأمر أن الشخصية التي حققت نجاحات في هذه الوزارة، “مشاعر الدولب” يتم تحويلها إلى وزارة التربية والتعليم، فكأنما القائمين على أمر التشكيل الوزاري، اختزلوا التشكيل الوزاري في تغيير وتبديل الحقائب.. كم من الوقت تبقى للانتخابات المقبلة، وكم من الوقت يمكن أن يسعف السيدة الوزيرة “أبو كشوة” لسبر غور ملفات الرعاية والضمان الاجتماعي في هذه الوزارة ، وكذلك كم من الوقت يمكن أن يسعف الوزيرة “مشاعر الدولب” لاستيعاب ملف التعليم بتعقيداته المختلفة، وليست هاتان الوزيرتان فحسب فإن وزراء ووزراء دولة آخرين جرى لهم ذات التبديل والتحويل!!
توقفت في حالة ترفيع وزير الدولة بوزارة الري والموارد المائية والكهرباء المهندس “خضر قسم السيد”، إلى وزير أول خلفاً لرئيس الوزراء الحالي “معتز موسى”، فالرجل أهل للمنصب وهو ملم بكافة الملفات ويسهل عليه التناغم مع منظومة الإصلاح التي يقودها رئيس الوزراء، أيضاً خيراً فعل القائمون على أمر التشكيل الوزاري بترفيع وكيل الري السابق “حسب النبي موسى” إلى وزير الزراعة والغابات.
على أي حال أصبحنا الآن أمام الواقع في ما يتعلق ببعض الوجوه التى جاءت في غير موضعها، لذلك لا بد من أن نراعي حساب الزمن حتى تستطيع الحكومة الحالية إحداث تحول في الوضع الاقتصادي وانتشال البلد من حالة التدهور، ولا بد من إحكام التنسيق .. والله المستعان .

مشاركة

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية