الحوادث

الشرطة تكشف تفاصيل صادمة حول قتل تجار العملة وتقطيع جثثهم داخل شقة “شمبات”

المتحري سرد للمحكمة كيفية قتل المجني عليهم ومحاولة إخفاء معالم الجريمة

الخرطوم ـ منى ميرغني
كشفت الشرطة في تحرياتها أمس (الإثنين)، تفاصيل صادمة حول مقتل اثنين من تجار العملة وسائق أمجاد وتقطيع جثثهم إلى أشلاء داخل شقة بضاحية شمبات ببحري، على يد ثلاثة متهمين بينهم ليبي الجنسية، وواصل الملازم “أحمد أشرف سيد أحمد” من شرطة الصافية بحري، أمام القاضي “البلولة عبد الله عبد الفراج” مشرف محكمة بحري وسط، الكشف عن كيفية تنفيذ الجريمة وأدوار المتهمين فيها، وقال المتحري إنه تم القبض على المتهم الأول وهو طالب بكلية البحر الأحمر ليبي الجنسية، داخل الشقة أثناء نقله جثث الضحايا بواسطة جارهم في الشقة المجاورة، ومن ثم تم القبض على المتهم الرئيسي بمنطقة أمبدة، وأشار إلى تحرك قوة من دائرة المباحث الجنائية بحري، إلى منطقة الغابة بالولاية الشمالية، حيث وقبضت على المتهمين الرئيسيين.
}المتهم الأول في قبضة الشرطة

وكشف المتحري من خلال استجواب المتهمين في يومية التحري، أدوار المتهمين في تنفيذ وارتكاب الجريمة، وقال المتحري إن الشرطة ألقت القبض على المتهم الأول وهو طالب ليبي بكلية الهندسة يدعى “عبد المجيد”، داخل الشقة أثناء نقله للجثث، حيث ذكر من خلال اعترافاته للشرطة أنه كان موجوداً مع أصدقائه بالقرب من مول الواحة بالخرطوم، عندما اتصل به المتهم الرئيسي، العقل المدبر للجريمة، رفيقه طالب كلية العلوم السياسية ليبي الجنسية يدعى “محمود”، عندما طلب لقائه على انفراد بالقرب من (استوب) البلابل بالخرطوم، حيث تناولا العشاء سوياً في مطعم، ثم رافقه إلى الشقة التي يقطنوها في حي أركويت الخرطومي، وقال المتهم “عبد المجيد” للشرطة إن المتهم “محمود” طلب منه أن يترك له باب الشقة مفتوحاً وكان بحوزته نحو (3.500) دولار في العربة المستأجرة، وذكر له أن المبلغ أرسل إليه من ليبيا، وعند السادسة صباحاً اتصل عليه “محمود” وطلب منه إغلاق الباب، وواصل المتحري سرد استجوابه بأن “محمود” حضر إلى “عبد المجيد” في الشقة برفقة شاب يعمل في مجال تنقيب الذهب يدعى “آدم”، وذهبوا جمعياً إلى السوق، واشترى “محمود” جوالات، وذكر له أن لديه أشياء يريد إرسالها إلى الولاية الشمالية، وبعدها ذهبوا إلى شارع النيل، وأثناء جلوسهم ورد إلى “محمود” المتهم الرئيسي، اتصال هاتفي من صاحبة الشقة وأبلغته عن تقاطر دماء من (البلكونة)، واستفسر عنها، عندها طلب منه “محمود” مرافقته إلى الشقة، وأثناء استقلاله العربة مع “محمود” و”آدم” اشتم رائحة كريهة في العربة، وأبلغه بذلك، فقام “محمود” بتوقيف العربة وشراء عطر ورشه داخل العربة، وأخبره بارتكابه الجريمة وطلب منه المساعدة في التخلص من الجثث، وهدده إذا لم يرافقه سيقوم بقتل والديه بليبيا، وأنه ذهب معهم إلى الشقة وساعده في حمل جوال واحد إلى العربة، وأثناء ذلك طرق جارهم الباب فتظاهر “محمود” بالذهاب إلى المتجر لتحويل الرصيد، وفي الأثناء حضر صاحب الشقة المجاورة وقام بالقبض عليه بعد أن شاهد بقع الدماء، واتصل على شرطة النجدة، فيما أفلح “محمود” في الهرب، وأنكر المتهم “عبد المجيد” أقواله التي تلاها المتحري.
}الشرطة تكشف تنفيذ الجريمة
وفي السياق واصل المتحري كشف الجريمة من خلال استجواب المتهم الثاني “محمود” طالب كلية العلوم السياسية، ليبي الجنسية، وقال للمحكمة إن المتهم “محمود” هو من قام بالتدبير والتخطيط للجريمة واستدراج الضحايا إلى داخل الشقة، وأوضح أن “محمود” قام بالاتصال على السمسار “زروق” بعد أن أوهموه بأن لديه ما يعادل (600) مليون جنيه بغرض تحويلها إلى دولارات، حيث قام بإخباره بمكان الشقة، وعند وصول “زروق” إلى لفة جنوب، كان في انتظاره وحمله بسيارته إلى الشقة وانتظره المتهمون إلى أن أجرى اتصالاته بالمجني عليه “قسم الله” وطلب منه الحضور إلى الشقة، وأثناء ذلك تظاهر “محمود”، لـ”زروق” بأنه في طريقه إلى باب الشقة، عندها باغته بطعنة على ظهره وبطنه وقام بسحب الجثة إلى الداخل، وانتظر دخول تاجر العملة “قسم الله” وأثناء طرق الأخير للباب، كان قد قام بسحب الجثة إلى داخل الغرفة ومسح آثار الدماء، وعند دخول التاجر “قسم الله” سأل عن الباقين، فأخبره بأنهم داخل الغرفة يقومون بعد القروش، في الوقت الذي كان “آدم” الدهابي، و”النور” المزارع يختبئان في أركان الصالة، وعند وصول “قسم الله” إلى منتصف الصالة، قام المدعو “النور” بضربه على صدره، فقام هو والمتهم “آدم” بالانقضاض عليه وطعنه في صدره وتكميم فمه، وبعد تنفيذ الجريمة قرر “آدم” و”النور” الهرب فطلب منهم “محمود” التخلص من سائق الأمجاد، فأخبره بأن سائق الأمجاد مسلح، وعندها قام بالنزول واستدعاء سائق الأمجاد في الوقت الذي كان “النور” و”آدم” يقومان بمسح آثار الدم وسحب الجثة إلى غرفة النوم الثانية، وعند دخول سائق الأمجاد “صديق”، سال عن صديقيه، فأخبروه بأنهما بالداخل يعدان المبالغ المالية، وعند دخوله قام المدعو “النور” بطعنة في يده اليسرى، وتناول المتهم “آدم” السكين وقام بطعنه، عندها قام سائق الأمجاد بإخراج ما لديه من أموال مقابل إخلاء سبيله، فقام المتهم “النور” بربطه بسلك كهربائي، واقترح عليهم رميه في طريق الشمالية، وأوضح المتهم للشرطة أن المدعو “النور” طلب منهم تقسيم المبالغ المالية، بعدها غادر الاثنان إلى الشمالية وتركا له الجثث داخل الشقة، واستلم المدعو “آدم” (5) آلاف جنيه، ونام في أركويت، بعدها اتصل على “آدم” فلم يرد عليه، واتضح له أنه سافر الشمالية، فذهب إلى شارع الحرية وقام بشراء منشار كهربائي بـ(3.400) جنيه، وقام بقطع أرجل وأيادي المجني عليه “قسم الله”، ثم سائق الأمجاد، وبعدهما المجني عليه “زروق”، وقام بتعبئة أطراف الجثث في أكياس قمامة اشتراها من سوق بحري، وتخلص منها شمال بحري، واتصل على “عبد المجيد” لمساعدته في إنزال بقية الأشلاء إلى العربة، وأنهم كانوا يبحثون عن أحباش لمساعدتهم وأنهم اشتروا جوالات ووضعوا الجثث واتجهوا إلى سوق الديم، وفي ذاك الوقت اتصلت عليهم صاحبة البناية وأخبرتهم بشكوى الجيران عن وجود دماء وروائح كريهة، بعدها عادا للشقة وقاما برفع الجثث في (ضهرية) العربة، وفي ذلك الوقت كان صاحب المنزل داخل الشقة وقام بفتح الثلاجة بعد أن أخبره بوجود ذبيح، فاستفسر عن اللحم فلاحظ وجود دم في الصالة وشاهد الجثة، في الأثناء اتصل عليه “عبد المجيد”، وبدأ “عبد المجيد” في نفي التهمة عن نفسه، عندها هرب “محمود” إلى داخلية “حسيب” وقام بتغيير ملابسه وفر إلى أمبدة، حيث أنكر أقواله.
}احتيال واستدراج
وفي السياق كشف المتحري دور المتهم الثالث والمشترك في تنفيذ الجريمة، حيث ذكر أنه اتصل على المدعو “محمود” بأن لديه عملة سودانية يريد استبدالها بدولارات، فقام بطرح الموضوع على صديقه “النور” بأنه يريد السفر إلى الخرطوم، والاحتيال على أصحاب العملة، فطلب منه مرافقته إلى الخرطوم، وعند وصولهما اتصلا على “محمود”، فذكر لهما “محمود” أنه اتفق مع شخص بحوزته دولارات، فاتصل على المجني عليه “زروق” وهو سمسار، وبدوره اتصل على “قسم الله”، وكان ذلك بتدبير من “محمود” الليبي، وأبلغوه بأن لديهم نحو (14) ألف دولار، وفي الشقة أحضر “محمود” الليبي سكاكين جديدة وقام بطعن السمسار “زروق” في بطنه وصدره، وأن المتهم “النور” جلس إلى جوار الجثة، وقال المتهم إنه ارتعب وجرى نحو الغرفة، عندها دخل المجني عليه “قسم الله” فقام المدعو “النور” برميه أرضاً وطعنه إلى أن فارق الحياة، بعدها قاموا بسحب الجثة واستدراج سائق الأمجاد إلى داخل الشقة، فقام “النور” بطعنه وقام الأخير بربطه، بعدها قام بقيادة الأمجاد إلى قرب السكة الحديد وتركها هناك، وأنه عرف من “محمود” أنه قام بتقطيع الجثث للتخلص منها.
}دور المتهم الثالث في تنفيذ الجريمة
المتهم الرابع “النور” وهو مزارع، أقر في بعض أقواله بأنه حضر مع المدعو “آدم” صديقه، وجلسا في الشقة التي ارتكبت فيها الجريمة، فوجد فيها فتاتين خرجتا عند حضورهما، وعندها قام المتهم “محمود” بإحضار آيسكريم لهما، وأثناء وجودهما في الصالة، قام “محمود” باستدراج السمسار “زروق” وقتله، فطلبت من “آدم” أن نخرج من الشقة، بيد أن “محمود” طلب منا إتمام العملية، فقام باستدراج “قسم الله” وقاما بقتله ووضعه داخل الغرفة، وفي الأثناء قام باستدراج سائق الأمجاد “صديق” الذي ذهب لقضاء فريضة المغرب، وقام بطعنه وهو يتشهد وطلب منهم أن يتركوه لحال سبيله وأعطاهم ما لديه من أموال وأخبرهم بان والدته مريضة بالسكر، بيد أن “محمود” قام بغرز السكين في أحشائه وتحريكها، وأنه قام بربط يدي سائق الأمجاد ومكان الطعنة وإدخاله إلى الغرفة وكان يشخر، وقام بتسديد طعنة له، وقال إن “محمود” حمل هواتف وملابس الضحايا وتخلص منها في النيل قرب الحلفايا، وقال إنهم قضوا ليلتهم في أم درمان، وبعدها غادروا إلى الشمالية.
واسترسل المتحري في سرد أقوال المتهمين، حيث ذكر المتهم “عثمان” أن المدعو بعد أن هرب، حضر واختبأ في منزلهم بأمبدة، وأنه عرف ذلك من خلال خفير علم بالجريمة، فذهب مع آخر إلى المباحث لإبلاغهم بالجريمة والقبض على “محمود”، بيد أن المباحث سبقتهما إليه.
وفى السياق قالت المتهمة الليبية الجنسية “حواء” إنها تعرف المدعو “محمود” عن طريق زوجها وآخرين، وإنها اتصلت عليه في أعقاب عودتها وإنه سلمها مبالغ مالية بغرض علاج أطفالها.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية