فوق رأي

الصفر المدعوم

هناء إبراهيم

في موسم الامتحانات بجامعة (جون هوبكنز) قرر البروفيسور “بيتر فورليش” أن تكون الدرجة النهائية لامتحان المادة التي يقوم بتدريسها هي أعلى درجة يحصل عليها طالب.
بمعنى إذا كانت أعلى درجة أحرزها طالب (70) سيكون الامتحان من (70)، وعليه هذا الطالب أحرز (70 من 70) وح تكون هذه الـ(70) هي الدرجة النهائية لباقي الطلاب، حيث يتم حساب نسبتهم عليها.
الحصل هو أن جميع الطلاب الذين ذاكروا والذين لم يذاكروا.. الذين سهروا في الـ(واتساب) والمساهرين مع الكتاب جميعهم قرروا عدم الإجابة عن أي سؤال وكانت النتيجة أن أحرز الجميع (صفراً من صفر) وحصل الكل على أعلى معدل.
لا نعلم أنت ودفعتك كيف كنتم ستتصرفون إن حصل معكم هذا، فثمة من لا يستطيع أن يترك الأسئلة بلا إجابات خاصة إن كان يعرفها..
لا يقدر أن يمنع نفسه.. مثلاً في زول ما بحتمل يلقى كلمات متقاطعة وما يحلها (روحو بتاكلو عليها) كما يقولون.
وثمة من يرى أن الاعتصام عن الإجابة ضار بصحة ضميره، فيشرع في الحل حتى لو ما عارف حاجة.
وهناك من هم كما الدفعة أعلاه.
طبعاً هذه الواقعة صارت المثال الأساسي والحي عند التحدث عن التلاعب بالنظام..
في النهاية هو نجاح لكن نجاح خالي طعم..
لا ملح لا سكر.
التلاعب ممكن يخليك تحقق نجاحات لكنها (نجاحات اليابا والتابا) كما تقول حبوبة جيرانا.
النجاح الحقيقي هو الإنت بتعملو بتعبك ومجهودك وقلقك ورسمك وكل حاجة فيك، أما النجاح المغشوش عمرو ما بصل قلبك..
عمرو ما بفرحك.
على صعيد منفصل: خليكم عارفين إنو حتى الصفر جرب يكون أعلى درجة.
أقول قولي هذا من باب الحكاية أعلاه.
وإن كان عن نفسي أنا شخصياً: ساحراني فيك عيون
و……
هكذا وهكذا..
لدواعٍ في بالي

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية