كتاب (المجهر السياسي) يقدمون شروحات لـ(مكامن الفنون) بمنتدى “راشد دياب”
د."دقش": جهات تحاول فصل السودان من محيطه الأفريقي
الخرطوم – المجهر
ضمن سلسلة منتديات تحليل الشخصية السودانية، التي اقترحها مركز “راشد دياب” للفنون، أقام المركز في منتداه الأسبوعي وبرعاية شركة سكر كنانة المحدودة منتدى “مكامن الفنون” استضاف من خلالها كتاب (المجهر السياسي) الدكتور “إبراهيم دقش”، ومدير التحرير التنفيذي “محمد إبراهيم الحاج”، فيما أدار المنتدى الدكتور “راشد دياب”، وذلك وسط حضور كبير من المهتمين.
وبداية القى الدكتور “راشد دياب” الضوء على الشخصية السودانية، وكيف أنها فقدت الكثير من مقوماتها، ويرى أن تحليل الشخصية السودانية وأهمية البحث عن مكنوناتها يعتبر من الموضوعات المهمة التي لا يمكن إغفالها وتجاهلها.
وتحدث الصحفي “محمد إبراهيم” عن محورين في الشخصية السودانية، المحور الأول يتعلق بالجوانب الفنية، والمحور الثاني يتعلق بالصحافة السودانية ومدى اهتمامها بالقضايا السياسية والاجتماعية والفنية، فقال إن الشخصية السودانية تكونت نتيجة للكثير من المتغيرات السياسية والاجتماعية والاقتصادية منذ حقب بعيدة، وأضاف بأن الشخصية السودانية هي شخصية ضاربة في العمق الإنساني والتاريخي ويرى أن التباين القبلي والتمازج العرقي ساهم بصورة مباشرة أو غير مباشرة في تكوين الشخصية السودانية وعناصرها، وإن هذا التباين والاختلاف يُعد من النعم الكبيرة لافتاً إلى أنه القى بظلاله على تفرد وعمق الشخصية السودانية .
وذهب “محمد إبراهيم” إلى تناول الشخصية السودانية ما قبل الاستقلال، وكيف كانت مرتبطة بأصالتها في ظل التغيرات في المناخ السياسي، مشيراً إلى أغنيات الحقيبة، وذكر أن عدداً من الفنانين في تلك الحقبة استطاعوا أن يعبروا بصورة مباشرة أو غير مباشرة على أحاسيس ومكونات الشخصية السودانية، وشدد الأستاذ “محمد إبراهيم” على خاصية العمق في الشخصية السودانية ما بعد الاستقلال، وقال إن الغناء السوداني استطاع عبر مجموعة من الفنانين أن يؤرخ للشخصية السودانية.
وفيما يتعلق بمحور الصحافة ودورها، أكد أن الصحافة لعبت دوراً كبيراً جداً في صناعة عدد من النجوم على الصعيد السياسي والاجتماعي والفني وذلك عبر مدارسها المتعددة، وأوضح بأن الصحافة السودانية كان اهتمامها بالقضايا السياسية كبيراً أكثر من اهتمام السياسيين أنفسهم واقر بأنها ركزت على مناقشة الكثير من القضايا، لافتاً إلى أن عدداً من السياسيين حاولوا عبر هذه الصحافة تحوير الهوية السودانية، هل هي هوية عربية أم هوية أفريقية ويرى أن هنالك ظلماً كبيراً يقع عند إلصاق ووصف الشخصية السودانية بأنها
شخصية عربية أو شخصية أفريقية، ويرى أنه بالضرورة النظر إلى الشخصية السودانية بكل جوانبها وعناصرها العربية والأفريقية.
أما الدكتور “إبراهيم دقش” طرح سؤالاً يتعلق بكيف يمكن تعريف القومية، فقدم في هذا الصدد تحليلاً ضافياً للقومية وتحولاتها مع مسار التاريخ والاختلاف ما بين المفهوم والمصطلح لهذه القومية، مشيراً إلى أن الثورة الفرنسية أعطت بعداً جديداً للقومية، ثم تعرض الدكتور “إبراهيم دقش” إلى ظهور مصطلح القومية في القارة الأفريقية، وعلى الصعيد السوداني قال برز هذا المصطلح عند الاحتلال التركي للسودان.
ومن جهته قدم الدكتور “دقش” قراءة تحليلية لمصطلح القومية في السودان من خلال ما كتبه الأديب “الطيب صالح”، ويرى بأنه قدم إشارات قوية وصادقة عن الشخصية السودانية.
وعرج الدكتور “دقش” للحديث عن المؤثرات في الشخصية السودانية، مشيراً إلى أن هنالك جهات تحاول فصل السودان من محيطه الأفريقي ومحاولة تقسيم القومية السودانية، ويرى أن السودان لعب دوراً رائداً ومتقدماً ما قبل الاستقلال، واعترف “دقش” بأنه كان يتمتع بجرأة وفروسية وجودية في حل النزاعات وطالب بأهمية العودة إلى الجذور.
وفي سياق ذي صلة تعرض الأستاذ/ “جعفر عثمان بخيت” إلى الحديث عن الشخصية السودانية في الجانب الشعري، ويرى أن هنالك ثراءً شعرياً كبيراً في السودان.
وفي الأثناء طالب الصحفي “هيثم الفضل” بضرورة إقامة منتدى آخر يتعلق بمناقشة تداعيات عدم التصالح لدى الشخصية السودانية مع تكوينها الثقافي والانتمائي، ومن جهته قدم تحليلاً ضافياً عن أهم السمات التي تتمتع بها الشخصية السودانية.
وقدم الفنان “عبد السلام حمد” مجموعة من الأغنيات المتميزة نالت إعجاب الجمهور.